تاريخ العراق القديم
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ العراق القديم
تاريخ العراق القديم
=====================
الأرض التي تسمى حالياً بالعراق الحديث كانت في الماضي السحيق
تسمى بلاد وادي الرافدين (ميسوبوتاميا) وهي الأرض ألواقعه بين النهرين
الخالدين دجلة و الفرات. هذه الأرض هي مهد الحضارة الإنسانية
حيث كانت الأم التي أنجبت أول الحضارات التي نقلت البشر من عصور ما قبل
التاريخ إلى تاريخ البشر المتحضر و المتوطن وتلك الحضارات ازدهرت
في بلاد وادي الرافدين لآلاف السنين قبل إن تظهر حضارات المصريين
و الإغريق و الرومان.
(9000-5000) ق.م. بداية المجتمعات الزراعية"
شهد هذا العهد بداية أول زراعه للقمح و تدجين الكلاب والأغنام, وفي مدينة
(جرمو) في جنوب العراق كانت توجد أول مستوطنة بشرية معروفه,
حيث كانت تحتوي على بيوت طينية بدائية و القمح المزروع من البذور
و كذلك قطعان الأغنام و الماعز و الخنازير غير ألبريه. هذه الحضارة الأولى
قدمت إلى البشرية نظام سقي المزروعات والخزف و توطن الإنسان .
السومريون
يخترعون ألكتابه"لقد بدأت الحضارة السومرية في حوالي (4000)
قبل الميلاد و لأول مرة في تاريخ البشرية أقاموا المدن بمفهوم المدينة
و طوروا أنظمة السقي و الذي يستخدم إلى الآن في بعض البلدان
بنفس ألطريقه السومرية, كما أنهم بدأوا بزراعة الحبوب المختلفة
و اخترعوا ألكتابه. إن أول التجمعات الديموقراطية بدأت في بلاد سومر
و أخذت طريقها حتى اختراع النظام الملكي, لقد كان الملك السومري
يمتلك المفاضلة على العامة ولكن الحال لم تكن مشابهه لقوانين الفراعنة
الذين حكموا مصر بعد زمن السومريين بكثير حيث إن الفرعون المصري
كان هو الآله الحي الذي يمتلك كل شيء. لقد استمرت الحضارة السومرية
بإنجازاتها لتقدم إلى البشرية أعظم الاختراعات مثل اختراع ألعجله عام 3700 ق.م.
وطوروا كذلك نظام الحساب الذي يستند عليه قياس الزمن في وقتنا الحالي.
لقد كان المجتمع السومري ينص على قيادة الأم لأسرتها و كانت المر أه تتمتع بدرجه عالية من الأحترام .
ألعجله هي اختراع سومري"
إن احد الموروثات الثقافية من الحضارة السومرية هو تدوين الأدب
حيث تم تدوين الأشعار و الملاحم على الخزف و الفخار وأن احد أشهر
الملاحم البطولية و التي وصلت إلينا كامله تقريباً هي ملحمة كلكامش
والذي كان ملك أوروك في حوالي 2700 ق.م. حيث ازدهرت ألزراعه
و استخدم التقويم الزمني و كذلك طورت أول أبجديه للغة
حيث إن بلاد وادي الرافدين هي الأرض الخصبة التي يجري بها الماء العذب .
عصر فجر السلالات
بدأ عصر الزراعة في بلاد الرافدين, وهو أول عهد للإنسان بتعلم الزراعة,
بحدود سنة 9000 قبل الميلاد وتطور حوالي سنة 5500 ق.م.
في قرية (جرمو) في شمالي العراق في أواسط العصر الحجري الحديث.
ومن البديهي أن تكون الزراعة عصرئذ محدودة وعلى نطاق ضيق جدا.
فجر الحضارة في العراق
بدأ فجر الحضارة في العراق بحدود سنة 5000 قبل الميلاد وانتهى
بالحقبة الزمنية التي ابتدع فيها الإنسان العراقي الكتابة لأول مرة في
تاريخ الإنسانية في الربع الأخير من الألف الرابع قبل الميلاد.
وإن نشوء الحضارة الناضجة في بلاد الرافدين قد سار بخطوات ثابتة
وعلى مراحل وبأطوار متعاقبة. عرفت تلك الأطوار في العراق للمختصين
المحدثين بأسماء المدن والقرى والمواقع التي ظهرت فيها لأول مرة,
ومدن الطور الأقدم هي: (حسونة) ثم (سامراء) و (حلف) و (العبيد) و (الوركاء) و أخيرا (جمدة نصر).
لقد شهد العراق خلال هذه الأطوار اتساع الزراعة و بداية الحياة الحضرية
و نشوء أولى المدن. وعرف بناة الحضارة أيضا فن التعدين وابتدعوا
دولاب الخزاف وصنعوا الآجر المفخور والعربة ذات العجلة
وكذلك المحراث فضلا عن السفن الشراعية.
وعرف في أوائل تلك الأطوار أيضا فن النحت, وظهرت كذلك المباني
العامة كالمعابد حيث كثرت وازدادت أهميتها منذ طور (العبيد).
وعرف طور الوركاء (3500 ق.م.) بالعهد الشبيه بالكتابي,
ومن المعروف أن الكتابة قد أرسيت قواعدها تماما
خلال الطور الذي أعقبه وهو (جمدة نصر) في حدود سنة 3000 ق.م.
أولاً: عصر فجر السلالات
ثم بدأ عصر فجر السلالات في العراق في حوالي سنة 2800 ق .م. واستمر
لمدة ستة قرون والذي يعرف أيضا بالعصر السومري القديم أو بعصر
دويلات المدن حيث لم تتوحد البلاد بعد تحت مملكة كبيرة واحدة.
ويقسم العلماء هذه الحقبة الزمنية من تاريخ العراق إلى ثلاثة عصور هي على التوالي:
فجر السلالات الأول ( 2800 –2700 ق.م.)
فجر السلالات الثاني (2700 02600 ق.م.)
فجر السلالات الثالث (2600 – 2400 ق.م.)
من الأمور المتفق عليها بين غالبية العلماء المختصين في العصر الحاضر
أن السومريين هم سكان العراق الأصليون، وأنهم الذين كانوا يعرفون
بأصحاب حضارة العبيد في وسط وجنوب العراق وكانت
أراضيهم تمتد جنوبا إلى جزيرة دلمون (البحرين) في العصر الحاضر قبل أن ترتفع
مناسيب الخليج العربي ليصل إلى حدوده الحالية.
ولغة السومريين, وهم أصحاب أقدم حضارة أصيلة متطوّرة في العالم,
من اللغات التي تعرف بالملتصقة Agglutinative. من خصائص
الإلصاق فيها أنه كثيرا ما يدمج مفردتينن لتصبحا كلمة واحدة يستند معناها إلى
معاني الكلمات الداخلة في تركيبها, مثل (لوكال) أي الملك المكونة
من (لو) أي الرجل و (كال) أي العظيم, و (إي-كال)
تعني القصر أو الهيكل مكونة من كلمة (إي) وهي البيت و(كال) العظيم. ثم أن الجمل فيها
تتألف أيضا بطريقة إلصاق الضمائر والأدوات إلى جذر الفعل بحيث يصير الجميع كلمة واحدة.
02600 ق.م.) والثالث
(2600 – 2400 ق.م.). إن لكل من هذه الأطوار الثلاثة خصائصها المميزة.
ومع ذلك يمكن القول عموما بأن فن العمارة قد قطع شأوا بعيدا في
هذا العصر وبخاصة في بناء القصور والمعابد فظهرت العقود
لأول مرة في البناء وكذلك القبوات كوسيلة في التسقيف. وتقدم فن التعدين وسبك
المعادن, وقطع فن النحت شأوا بعيدا من التقدم.
لقد نضجت الكتابة وانتشر استعمالها في العصر السومري فدونت بها في عصر
فجر السلالات السجلات الرسمية وأعمال الملوك والأمراء وعلاقتهم
بغيرهم من الحكام. وكذلك شؤون الناس العامة كالمعاملات التجارية
والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير فضلا عن الشؤون الدينية
والعبادات.
ثانياً: الحكم الأكدي
انتهى عهد فجر السلالات بقيام سرجون الأكدي (2371-2316 ق.م.)
بتوحيد العراق في مملكة واحدة. كان سرجون من الأكديين وهم فرع من
الأقوام التي نزحت من الوطن الأم شبه جزيرة العرب إلى العراق ربما
في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد أو قبل ذلك بقليل. وليس من المستبعد أن
الأكديين قد عاشوا جنبا إلى جنب مع السومريين منذ أقدم العصور
وعرف القسم الأوسط والجنوبي من العراق منذ ذلك الزمن باسم بلاد سومر
حكم مؤسس السلالة الأكدية سرجون خمسة وخمسين عاما أدخل
خلالها الكثير من الإصلاحات على نظام الحكم والجيش بما في ذلك تطوير أساليب
الحرب والسلاح. وكذلك حصل تقدم عظيم في العمارة والفنون
بعامة التي تميزت في العصر الأكدي بالقوة والحيوية والحركة. ويعد (نرام - سين)
أقوى ملوك السلالة لأاكدية الذي حكم زهاء أربعين عاما.
عّم الاضطراب في المملكة أواخر العهد الأكدي, فقد حكم بعد نرام
سين ملوك ضعاف مما شجع الأقوام الجبلية وهم الكوتيون, الذين عرفوا في
النصوص المسمارية القديمة بأعداء الآلهة, على غزو بلاد (سومر وأكد).
إن حكمهم الذي دام حوالي مائة سنة كان عهدا مظلما كادت أن تنقطع فيه
عنا أخبار العراق القديم. وقد عوض عن ذلك ازدهار الحضارة في جنوبي
العراق وبخاصة في مدينة (لكش) وما يجاورها. وقد اشتهر من بين
الأمراء السومريين في أواخر هذا العهد أمير أو ملك اسمه (جودية)
الذي عرف بتماثيله الكثيرة التي وصلتنا والذي عمل على إحياء الآداب السومرية
وتشييد العديد من المعابد الفخمة.
ثالثاً: الحكم السومري
ثارت على الكوتيين مدينة (الوركاء) بقيادة أميرها السومري (أوتو –حيكال)
الذي لقّب نفسه بملك (سومر وأكد) وأهاب بأهل البلاد لحرب الطغاة
الأجانب, فالتّفت حوله المدن وتمكن من القضاء على جموع الكوتيين الكبيرة وخلص البلاد منهم.
انتقل الحكم السومري بعد ذلك إلى مدينة (أور) وتكونت فيها سلالة عرفت
بسلالة (أور الثالثة) أسسها الملك (أور- نمو) الذي تعد أيامه من عهود
العراق المجيدة وآخر عهد في حياة السومريين السياسية (2113-2006ق.م.).
لقد استطاع ملوك هذه السلالة الخمسة أن يعيدوا إنشاء إمبراطورية
واسعة على غرار لإامبراطورية الأكدية شملت جزءا كبيرا من أقاليم الشرق الأدنى.
وانتشرت مع التجارة والفتوح حضارة العراق القديم تماما كما
كان عليه الحال في العصر الأكدي. لقد اشتهر ملوك هذه السلالة بأعمالهم العمرانية
الفذّة وامتازت دولتهم بالتنظيم وحسن الإدارة في الداخل والخارج
وأصبحت العاصمة (أور) في زمنهم قبلة الشرق القديم ليس من النواحي العمرانية
والفنية والاقتصادية فحسب بل إنهم سنّوا الشرائع بحسب العرف
الاجتماعي و وحّدوا الشؤون القضائية في البلاد.
رابعاً: العصر البابلي القديم
وفي أوائل الألف الثاني قبل الميلاد قامت في العراق أسرة حاكمة
جديدة عرفت بسلالة بابل الأولى (1894 – 1595ق.م.) اشتهرت بملكها السادس
حمورابي (1728 – 1686ق.م.) الذي جمعت في شخصه خصالا فذة جعلت
منه القائد والسياسي والمصلح والمشرع فاستطاع بهذه الخصال أن
يوحّد البلاد. ثم وقعت حرب ضروس بينه وبين الدخلاء العيلاميين أظهر
خلالها حمورابي من حسن التدبير والحزم ما مكّنه من تمزيق جموعهم شر
ممزق. ومدّ فتوحه بعد ذلك إلى شمالي بلاد الرافدين وإلى جهات الهلال الخصيب
الأخرى. ومن أعماله المهمة سنّ شريعة واحدة تسري أحكامها في
جميع أنحاء المملكة عرفت بقانون حمورابي التي تعد من أولى الشرائع
المتكاملة في العالم حيث تجمع بين القانونين المدني والعقوبات فضلا عن
الأحوال الشخصية.
إن أهم ما تمّيز به العصر البابلي القديم اتساع المدن وكثرتها, كما حدث تطوّر مهم
في العلوم والمعارف البشرية حيث انتقلت من أطوارها العملية إلى
طور التدوين والبحث بحيث يصح أن نعد بداية ظهور العلوم البشرية الحقة كانت
في هذا العصر. ليس هذا فحسب بل إن الحضارة من بلاد الرافدين قد
أخذت طريقها في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القصية.
خامساً: العصر البابلي الوسيط
ولقد غزت العراق في أواخر العصر البابلي القديم أقوام جاءت من الشرق
أو من الشمال الشرقي عرفوا بالكشيين. أسسوا سلالة حاكمة جديدة دام
حكمها زهاء خمسة قرون. وقد عرف هذا العهد بالعصر البابلي الوسيط
الذي يعد من العصور المظلمة في العراق. لم يخلف لنا الكشيون وثائق أو
سجلات تاريخية بلغتهم الأصلية وإنما استعملوا لغة بلاد بابل. ويبدو
أنهم قد تخلّوا عن ديانتهم التي كانوا عليها ليعتنقوا الديانة البابلية. وقد أسسوا في
منتصف عهدهم عاصمة جديدة قرب بغداد الحالية عرفت
باسم (دور- كوريكالزو) أي مدينة الملك الكشي كوريكالزو.
الأشوريون
وصادف قيام السلالة الكشّية نمو المملكة الآشورية في القسم الشمالي من العراق.
فبدؤوا ينازعون الكشيين زعامة البلاد السياسية. والآشوريون فرع
من الأقوام الجزرية التي هاجرت في الأصل من شبه جزيرة العرب.
وهناك نظرية أخرى مفادها أنهم جاؤا من جنوب العراق من أرض بابل وحلّوا
في شمالي بلاد الرافدين في زمن لعله في العهد الأكدي ومما يدعم ذلك
أنهم يتكلمون بلهجة من اللهجات البابلية. ويرى غالبية المختصين أن اسمهم
مشتق من اسم معبودهم الإله (آشور).
يمكن وضع تاريخ الآشوريين في ثلاثة عهود: القديم والوسيط والحديث.
العهد الآشوري القديموتدخل فيه حقب طويلة لاسيما إذا أدمجنا فيه عصور
ما قبل التاريخ. لقد بدأ الآشوريون في هذا العهد ببناء مملكة قوية موحدة مستقلة,
ظهر منهم ملوك أقوياء مثل (إيلو – شوما) الذي عاصر مؤسس
سلالة بابل الأولى وكذلك شمشي أدد الأول (1814 – 1782 ق.م.)
الذي بلغت المملكة في زمنه من القوة ما مكّنها من فرض سلطانها على القسم الشمالي من بلاد بابل.
ودأب الآشوريون على تنمية كيانهم السياسي, تعرضوا فيه إلى سلسلة
من الامتحانات والمصاعب بسبب ضغط الدول والأقوام التي كانت تجاورهم,
خرجوا من كل ذلك أشداء أقوياء إذ خلقت منهم قوة عسكرية رهيبة فرضت
سلطانها على شعوب العالم القديم لعدة قرون تلت. ويعد شلمنصر الأول
1266 – 1243ق.م.- من أعظم ملوك هذا العهد سيما في
حقل التوسع والفتوح الخارجية بعد أن توطدت شؤون المملكة الداخلية في عهده.
ولقد تدهورت الأوضاع الآشورية في أواسط القرن الثامن
قبل الميلاد انتهت بثورة قامت بها مدينة (كالح) الآشورية على الملك (أشور – نراري)
الخامس, فقتل وتولى زمام الأمور تيجلاتبليزر الثالث (745-727ق.م.)
الذي بدأ عهدا جديدا في تاريخ الآشوريين تكونت فيه آخر وأعظم
إمبراطورية آشورية حيث صارت فيه مجددا سيدة الشرق القديم,
وكان من أعظم إنجازاتها توحيد بلاد بابل وآشور في مملكة واحدة
=============================
مواضيع مماثلة
» عجائب الدنيا السبع في العالم القديم والوسطى والحديث
» عادات الدفن في العصر البرونزي القديم المتاخر
» فوائد المر او المره فى الطب القديم والطب الحديث
» أنواع الملح فوائده وأضراره فى الطب القديم والحديث
» فوائد المر او المره فى الطب القديم والطب الحديث
» عادات الدفن في العصر البرونزي القديم المتاخر
» فوائد المر او المره فى الطب القديم والطب الحديث
» أنواع الملح فوائده وأضراره فى الطب القديم والحديث
» فوائد المر او المره فى الطب القديم والطب الحديث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى