سيظل التاريخ مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب
صفحة 1 من اصل 1
سيظل التاريخ مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب
سيظل التاريخ مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب
==================
سيظل التاريخ مدرسةً كبيرةً مفتوحة الأبواب لكل من أراد أن ينطلق لإحداث
تغييرٍ إيجابيٍ واعٍ في المجتمع , و بدون الولوج إلى مدرسة التاريخ
فإن حلقةً عظيمةً من حلقات فهم الواقع ستكون مفقودة, و مالم نحسن قراءة التاريخ
قراءة متبصرة , و الأستفادة من تجارب السابقين فإن كثيرا من جهود الإصلاح ستبوء بالفشل
و السؤال الذي أود أن أطرحه في هذا المجال و الذي سيكون مدخلاً لما سنتحدث عنه مستقبلا- بإذن الله – من قوانين و سنن حركة الحياة ,وهو هل نحن فعلا نُحسن قراءة و فهم التاريخ ؟, و هل ندرك حقا حجم تاريخنا الحقيقي؟ , و هل نملك أدوات التعامل الصحيح مع التاريخ ؟ و هل نحن قادرين على ربط حلقات التاريخ بشكل كامل متصل يساهم في صناعة صياغة للواقع الذي نعيشه من خلال فهم الأحداث السابقة ؟
يجيب عن بعض هذه الأسئلة د.ماجد الكيلاني حين تناول البحث حول الهجهمات الصليبية و على مدينة القدس و كيف ظهر جيل صلاح الدين و كيف تحررت القدس في كتابه “هكذا ظهر جيل صلاح الدين و هكذا عادت القدس” , فيقول: بأن الذين أرخوا لتاريخ الأمة الإسلامية و الأحداث التي مرت بها كانوا يعانون من أحد المشاكل التالية:
1- “التأريخ الفردي” , حيث يتناول هذا النوع من التأريخ فردا بعينه مثل صلاح الدين الأيوبي , أو نور الدين محمود و غيرهم من قادة الفتح الإسلامي المعروفين في التاريخ الإسلامي, دون أن يُبرز الطابع الجماعي للنخبة و الأمة في الإعداد و الجهاد, و يُغفل جهود المصلحين التي أدت إلى ظهور هذا الجيل من الفاتحين.
2- سرد الأحداث التاريخية سردا مجردا دون تحليلٍ أو وقوفٍ على سنن الله أو الإستناد لـ ” فلسفة تاريخية ” مؤصلة واعية بقوانين السلوك و الاجتماع ,و لا يقدم أية روح حافزة , فالتاريخ بالنسبة لهذه الدراسات أحداث و ممارسات ظاهرية :ذرية, يقوم بها الأفراد الأقوياء من أرباب الجاه و النفوذ و الثروة باعتبارهم محور الأحداث التاريخية وروافع التغيير الأجتماعي و التطور التاريخي , فمنهجهم في التأريخ يفصل بين حلقات السلوك البشري التي تبدأ بالفكر ثم الإرادة ثم الممارسة العملية.
إن التاريخ حينما يُقدم لنا دون ربطه بسنن الله الكونية و فقهٍ لحركة الحياة , فإن العقل المسلم سيشعر بنوعٍ من الإضطراب نتيجة القفزات التاريخية و التي ستحدث عنده نوعا من الخلل في فهم كثير من الظواهر الكونية, و نتيجة لهذا الفهم الناقص سينشأ عملٌ مضطربٌ خطأه أكثر من صوابه.
إن في قراءة التاريخ دون التبصر بحركة الحياة و سنن الله في الكون من شأنه أن يُنشئ جيلا يؤمن بالخوارق و الكرامات دون أن يكون أهلا لها, و يعتمد على العواطف و الأمنيات في إحداث التغيير دون أن يسلك سبله الحقيقة , و يعتقد بأنه يستحق النصر و التمكين لمجرد أنه مؤمن فقط , و هذا هو – برأيي – سبب الإضطراب الفكري الذي يعانيه كثير من شباب الجيل الجديد المتحمس لخدمة دينه , و ربما وصل هذا الإضطراب إلى حد القيادات أيضاً.
إن من المؤسف حقا أن نجد من المسلمين اليوم من يُقدم تاريخنا على أنه مادة جامدة لا تُؤثر في النفس و لا يربطها بسنن الله الكونية ,و لا تساهم في صناعة فكر الأمة , فيُربي في الجيل الجديد اليأس و القنوط و يُزهد كثيرا من المسلمين في المساهمة الحقيقة في دفع مسيرة الأمة نحو السيادة و القيادة, انتظارا للقائد الفاتح المنُتظر!
و إني أرجو أن يكون ما سأقدمه في حركة الحياة بوابة نسلط من خلها الضوء على التاريخ و تجاربه , و نستعين بذلك على فهم للواقع و رسم صورة متكاملة المعالم للمرحلة القادمة من حياة الأمة الإسلامية.
و الله المستعان و هو الهادي للصراط المستقيم.
==================
مواضيع مماثلة
» إغتنم فرصة لاتعوض الأبواب مفتوحة
» بين صفحات التاريخ في مصر
» كيف يقرأ.. التاريخ؟
» سجل أيها التاريخ
» النزعة التاريخية ومعنى التاريخ فى الفلسفه وعلم النفس
» بين صفحات التاريخ في مصر
» كيف يقرأ.. التاريخ؟
» سجل أيها التاريخ
» النزعة التاريخية ومعنى التاريخ فى الفلسفه وعلم النفس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى