عماد الكبير " فجر ثورة الكليبات و"خالد سعيد " أشعل 25 يناير
صفحة 1 من اصل 1
عماد الكبير " فجر ثورة الكليبات و"خالد سعيد " أشعل 25 يناير
عماد الكبير " فجر ثورة الكليبات و"خالد سعيد " أشعل 25 يناير
تستحق الثورة المصرية أن يطلق عليها وصف "الثورة البصرية " بامتياز ليس فقط لكون أحداثها نقلت على الهواء مباشرة من ميدان التحرير ومختلف ميادين مصر ولكن لأن التحريض على هذه الثورة العظيمة جاء بصريا بالدرجة الأولي عبر آلاف الفيديوهات التي تم رفعها على المواقع الاجتماعية خلال الأعوام الستة الماضية وتنوعت بين تعذيب الشرطة للمواطنين وبين فقرات وحلقات كاملة من برامج التوك شو التي حاولت مناقشة قضايا تزوير الانتخابات وغيرها سواء من باب البحث عن الحقيقة أو تبرير سلوك النظام البائد.. هي ببساطة ثورة الكترونية قامت في المتخيل أولا فأسقطت النظام وجسدها الحالمون عبر برامج مثل "movie maker " ومن ثم تم الاتفاق على موعدها في 25 يناير الماضي بقلب ميدان التحرير ومختلف ميادين مصر كأنها موعد عاطفي بين شاب وفتاة ..
ولن ينشغل المؤرخون كثيرا– فيما بعد – بالخلاف حول وقائع ثورة 25 يناير إلا في حدود ضيقة جدا ذلك أنها كانت على الهواء مباشرة وسجلتها عشرات الكاميرات ونقلتها الفضائيات حتى أنه يمكننا القول إن فيلما وثائقيا بدأ تصويره صباح يوم 25 يناير 2011 لم يتوقف تصويره حتى أسابيع قليلة مضت .. وهنا اختلط الآني بالتأسيس للتاريخي والتحريض – ضد أو مع – الثورة لتتشكل في النهاية لوحة واضحة المعالم استطاعت الأقلام والكاميرات أن تشكلها لثورة 23 يوليو 1952 بعد ثلاثة عقود على الأقل .
والفارق هنا أن الشاهد سواء كان مراسلا صحفيا أو مؤرخا يري من زاوية ضيقة أو من موقعه جزءا من الحدث فيسجله رابطا إياه بما عرفه من الآخرين وثمة احتمال للنقل غير الأمين من الطرفين لاعتبارات خاصة بعدم التسجيل البصري وتحكم الأهواء الفكرية فضلا عن التشوه الإدراكي الحادث نتيجة نقل موضوع من شخص إلي آخر وتقدر نسبته طبقا لعلماء الاتصال ب 30 % من الموضوع نفسه
وإذا كان للتحريض مكان بارز في كل ثورات العالم عبر التاريخ فان التحريض في ثورة 25 يناير قد تميز بسمات شديدة الخصوصية جعلت منها فريدة من نوعها ففضلا عن فساد وحماقة النظام الذي كان يحمل بين أفراده جهلا مطبقا بالتكنولوجيا والوسائط الالكترونية والمواقع الاجتماعية جعله يتعالى عليها كان القائمون عليه – أي النظام - تتراوح أعمارهم بين السبعين والثالثة والثمانين وهي شريحة عمرية يندر بينها في المنطقة العربية من يتفاعل مع الكمبيوتر والانترنت بشكل جيد فضلا عن المواقع الاجتماعية واليوتيوب ورغم ذلك فان الأصغر سنا بينهم بحكم كونه الابن والمرشح – وقتها – لوراثة الدولة المصرية حين سئل عن إمكانية التفاوض مع "شباب الفيس بوك" ضحك ساخرا منهم ومن الصحفي الذي سأله وسجلت الفقرة ورفعت على اليوتيوب ومن ثم الفيس بوك وشاهدها الملايين فقامت بدور تحريضي جبار.
التوحّد...
يبرر علماء الاتصال التأثير الشديد للسينما الروائية ومتابعة الجمهور لها بتوحد ذلك الجمهور مع البطل ومن هنا تأتي جماهيرية نجوم السينما في العالم كله ويحزن المشاهد لهزيمة البطل ويبكي لبكائه ويفرح بانتصاره في النهاية كأنه انتصار شخصي له رغم أن الأمر لا يعدو اتفاقا بين طرفين على الكذب للتسلية لكن هذه التسلية في مستواها الأعمق تفرغ طاقات الإحباط والقهر داخل المشاهد عبر العنف أحيانا والانفعال في أحيان أخرى وفي مرحلة ما قبل الحشد والتحريض صادفت السينما التجارية المصرية ما سمي بموجة "الكوميديا الجديدة " وبدأت بفيلم "اسماعيلية رايح جاي " وأفرز نجاحه المفاجئ الموجة بأبطالها الذين تنوعوا ما بين قصير بشكل مبالغ فيه وسمين لحد الإضحاك دون تمثيل طويل جدا وكان السؤال "كيف يتوحد الجمهور مع أبطال يخالفون تماما وسامة رشدي أباظة وكمال الشناوي وغيرهم " وجاء التفسير بأسرع مما توقع الجميع فالجمهور كان يرى نفسه مشوها ممسوخا ويعاقب نفسه ويجلد ذاته على صمت طال بينما زاد الظلم والقهر ومعه الغضب المكبوت والإحساس المتعاظم بالعجز والهزيمة
ومن هذه النقطة بالتحديد جاءت صعوبة المهمة المقدسة لإيقاظ الروح الخابية وكان أن ساق القدر أدواتا مختلفة للتحريض تليق وحالة الموت الإكلينيكي للشعب المصري وجاءت قناة "الجزيرة " لتطبق قاعدة عالم الاتصال الكندي الراحل "مارشال ماكلوهان " حيث لم يقتصر الأمر على القراءة أو السمع وإنما جمع بين السمع والبصر في حالة سماها "دغدغة الحواس" فاستلبت تركيزا أعلى واستقبالا أكثر تركيزا ومن ثم انتقلت عدوى التحريض البصري إلي المواقع الاجتماعية ..
أسامة صفار - ناقد مصري
مواضيع مماثلة
» كواليس ثورة 25 يناير
» قائمة سوداء لـ«ثورة 25 يناير» تكشف أقنعة فنانين مصريين
» ثورة صاحب الحمار
» ثورة تونس الرأي وشجاعة الشجعان
» الماوردي: صاحب الحاوي الكبير
» قائمة سوداء لـ«ثورة 25 يناير» تكشف أقنعة فنانين مصريين
» ثورة صاحب الحمار
» ثورة تونس الرأي وشجاعة الشجعان
» الماوردي: صاحب الحاوي الكبير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى