في صفة الأرض وما فيها
صفحة 1 من اصل 1
في صفة الأرض وما فيها
في صفة الأرض وما فيها
من الجبال والبحار وغير ذلك
فال الله عز وجل "ألم نجعلِ الأرضَ مِهاداً، والجبالَ أوتاداً" النبأ: 6 و 7، وقال عز وجل:
"الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً" غافر: 64، وقال سبحانه:
"والله جعل لكم الأرض بساطاَ" نوح: 19، قال المفسرون البساط والمهاد القرار والتمكن منهاِ والتصرف فيها. واختلف القدماء في هيئة الأرض وشكلها، فذكر بعضهم أنها مبسوطة التسطيح في أربع جهات في المشرق والمغرب والجنوب والشمال ومنهم من زعم أنها كهيئة الترس. ومنهم من زعم أنها كهيئة المائدة. ومنهم من زعم أنها كهيئة الطبل. وزعم بعضهم أنها شبيهة بنصف الكرة كهينة القبة وأن السماء مركبة على أطرافها. وقال بعضهم هي مستطيلة كالأسطوانة الحجرية أو العمود ، وقال قوم الأرض تهوِي إلى ما لا نهاية له والسماء ترتفع إلى ما لا نهاية له. وقال قوم إن الذي يُرَى من دورانا لكواكب إنما هو دور الأرض لا دور الفلك. وقال اَخرون: إن بعض الأرض يمسك بعضاَ.. وقال قوم إنها في خلاء لا نهاية لذلك الخلاء. وزعم أرسطاطاليس أن خارج العالم من الخلاء مقدار ما تَنفَسُ السماء فيه. وكثير منهم يزعم أن دوران الفلك عليها يمسكها في المركز من جميع نواحيها. أو أما المتكلمون فمختلفون أيضاً، زعم هشام بن الحكم أن تحت الأرض جسماً من شأنه الارتفاع والعلو كالنْار والريح وإنه المانع للأرض من الانحدار وهو نفسه غير محتاج إلى ما يُعمد لأنه ليس مما ينحدر بل يطلب الارتفاع. وزعم أبو الهذيل أن الله وقَفها بلا عمد ولا علاقة. وقال بعضهم: إن الأرض ممزوجة من جسمين ثقيل وخفيف فالخفيف شأنه الصعود والثقيل شأنه الهبوط فيمنع كل واحد منهما صاحبه من الذهاب في جهته لتكافىء تدافعهما. والذي يعتمد عليه جماهيرهم أن الارض مدورة كتدوير الكرة موضوعة في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة والنسيم حول الأرض هو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك وبينه الخلق على الأرض وأن النسيم جاذب لما في أبدانهم من الخفة والأرض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل لأن الأرض بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد وما فيها من الحيوان وغيره بمنزلة الحديد. وقال اَخرون: من أعيانهم الأرض في وسط الفلك يحيط بها الفرجار في الوسط مقدار واحد من فوق وأسفل ومن كل جانب وأجزاء الفلك تجذبها من كل وجه فلذلك لا تميل إلى ناحية من الفلك دون ناحية لأن قوة الأجزاء متكافئة ومثال ذلك حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد لأن في طبع الفلك أن يجتذب الأرض.
معجم البلدان
تأليف : ياقوت الحموي
=============
من الجبال والبحار وغير ذلك
فال الله عز وجل "ألم نجعلِ الأرضَ مِهاداً، والجبالَ أوتاداً" النبأ: 6 و 7، وقال عز وجل:
"الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً" غافر: 64، وقال سبحانه:
"والله جعل لكم الأرض بساطاَ" نوح: 19، قال المفسرون البساط والمهاد القرار والتمكن منهاِ والتصرف فيها. واختلف القدماء في هيئة الأرض وشكلها، فذكر بعضهم أنها مبسوطة التسطيح في أربع جهات في المشرق والمغرب والجنوب والشمال ومنهم من زعم أنها كهيئة الترس. ومنهم من زعم أنها كهيئة المائدة. ومنهم من زعم أنها كهيئة الطبل. وزعم بعضهم أنها شبيهة بنصف الكرة كهينة القبة وأن السماء مركبة على أطرافها. وقال بعضهم هي مستطيلة كالأسطوانة الحجرية أو العمود ، وقال قوم الأرض تهوِي إلى ما لا نهاية له والسماء ترتفع إلى ما لا نهاية له. وقال قوم إن الذي يُرَى من دورانا لكواكب إنما هو دور الأرض لا دور الفلك. وقال اَخرون: إن بعض الأرض يمسك بعضاَ.. وقال قوم إنها في خلاء لا نهاية لذلك الخلاء. وزعم أرسطاطاليس أن خارج العالم من الخلاء مقدار ما تَنفَسُ السماء فيه. وكثير منهم يزعم أن دوران الفلك عليها يمسكها في المركز من جميع نواحيها. أو أما المتكلمون فمختلفون أيضاً، زعم هشام بن الحكم أن تحت الأرض جسماً من شأنه الارتفاع والعلو كالنْار والريح وإنه المانع للأرض من الانحدار وهو نفسه غير محتاج إلى ما يُعمد لأنه ليس مما ينحدر بل يطلب الارتفاع. وزعم أبو الهذيل أن الله وقَفها بلا عمد ولا علاقة. وقال بعضهم: إن الأرض ممزوجة من جسمين ثقيل وخفيف فالخفيف شأنه الصعود والثقيل شأنه الهبوط فيمنع كل واحد منهما صاحبه من الذهاب في جهته لتكافىء تدافعهما. والذي يعتمد عليه جماهيرهم أن الارض مدورة كتدوير الكرة موضوعة في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة والنسيم حول الأرض هو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك وبينه الخلق على الأرض وأن النسيم جاذب لما في أبدانهم من الخفة والأرض جاذبة لما في أبدانهم من الثقل لأن الأرض بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد وما فيها من الحيوان وغيره بمنزلة الحديد. وقال اَخرون: من أعيانهم الأرض في وسط الفلك يحيط بها الفرجار في الوسط مقدار واحد من فوق وأسفل ومن كل جانب وأجزاء الفلك تجذبها من كل وجه فلذلك لا تميل إلى ناحية من الفلك دون ناحية لأن قوة الأجزاء متكافئة ومثال ذلك حجر المغناطيس الذي يجتذب الحديد لأن في طبع الفلك أن يجتذب الأرض.
معجم البلدان
تأليف : ياقوت الحموي
=============
مواضيع مماثلة
» مستقبل مناخ الأرض
» هل تستعيد الأرض ذاكرة الخطى
» محل مصر من الأرض وموضعها من الأقاليم السبعة
» الجغرافيا هو علم يصف سطح الأرض ويدرس تنوع الحياة النباتية
» المواضيع التي وقع فيها ذكر مصر
» هل تستعيد الأرض ذاكرة الخطى
» محل مصر من الأرض وموضعها من الأقاليم السبعة
» الجغرافيا هو علم يصف سطح الأرض ويدرس تنوع الحياة النباتية
» المواضيع التي وقع فيها ذكر مصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى