آداب الهدي النبوي في النوم
منتدى القاضى - الأسرة والمجتمع العربى :: قسم منتديات الطب والصحة العامة :: منتدى الوصفات الطبية والنفسية - الصحة والجمال
صفحة 1 من اصل 1
آداب الهدي النبوي في النوم
موسوعة اضطرابات النوم
آداب الهدي النبوي في النوم
قال تعالي )وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا( سورة الفرقان(47) وقال تعالي : ) {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصرًا ( سورة النمل (86)
يمكن أن نقسم الهدي النبوي في ذلك إلى ثلاثة أقسام هي :
القسم الأول : آداب قبل النوم : لقد أوصانا الرسول بعدد من الوصايا التي تساعدنا على النوم الهادئ المطمئن ، ومن بين هذه الوصايا ما يلي :
الوصية الأولي : إطفاء السرج : وخاصة تلك التي تعتمد في إضاءتها على النار وإغلاق الأبواب وحفظ الأطعمة في أماكن الحفظ ، لحديث جابر رضي الله عنه : " «أن رسولَ الله قال: أطفِئوا المصابيحَ إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب ـ وأحسِبُه قال ـ ولو بعُود تعرضه عليه». رواه البخاري . وفي بعض الروايات زيادة ( واذكروا اسم الله ). واليوم ولم يعد الناس يستخدمون النار للإضاءة لكنهم يستخدمونها لأمور معيشتهم من طبخ وغيره فيدخل في هذا الباب : إغلاق اسطوانات الغاز قبل النوم خشية تسرّب الغاز ، وإطفاء جمر المجمرة التي تستخدم عادة للبخور ، والتأكد من إغلاق أجهزة ( كي الملابس ) . وكل ما من شأنه الإحراق إن لم ينتبه له ، وكذلك غلق الأبواب والمنافذ ، وحفظ الأطعمة ، فإنك ترى أنك حين تترك طعاما مكشوفاً يكون عرضة لتجمع الدواب والحشرات التي قد تضر - حمانا الله وإياكم -فتأمل هذا الأدب الذي نراه بسيطاً في تطبيقه ، لكنه عظيم في مآله ومعناه !
الوصية الثانية : تجنب النوم على سطح منزل ليس له حائط : جاء عند أبي داود رحمه الله أن رسول الله قال : « من بات على ظهر بيت ليس عليه حجار فقد برئت منه الذمة ». وعند أحمد : « من بات فوق بيت ليس له أجار يرد رجله أو يدفع قدميه ، فوقع فمات فبرئت منه الذمة " قيل في معنى ذلك : إن لكل من الناس عهداً من الله تعالى بالحفظ فإذا ألقى بيده إلى التهلكة انقطع عنه. فالنائم لا يشعر بحركة جسمه وتقلبه في نومه في العموم الغالب ، وهو معرض للسقوط من على هذا السقف فيكون الإنسان قد تسبب في إيذاء نفسه .
الوصية الثالثة : تجنب نوم المرء بمفرده : فعن ابن عمر: أن النبيّ نهى عن الوَحْدَة، أن يبيت الرجل وحدَه، أو يسافر وحدَه. أخرجه أحمد . وذلك لما يحصل في الوحدة من الوحشة وكثرة الأوهام ولعب الشيطان بالعبد حين يكون وحيدا
الوصية الرابعة : لا يلتحف اثنان في لحاف واحد إلا أن تكون زوجته : يقول ابن حجر في الفتح ثبت في بعض الطرق النهي عن نوم الجماعة في لحاف واحد ، ويظهر أن النهي دفعاً وسدّاً لذريعة الفتنة والافتتان . أما الزوجة فيجوز التلحف معها في لحاف واحد حتى لو كانت حائضاً . لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت ميمونة ، زوج النبِي قالت : كان رسول اللّهِ يضطجع معي وأنا حائض ، وبيني وبينه ثوب. " رواه مسلم .
الوصية الخامسة : التفريق في المضاجع بين الأولاد والبنات : لحديث : «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» . رواه أبو داود في سننه . جاء في عون المعبود : قال المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير: أي فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها إذا بلغوا عشراً حذراً من غوائل الشهوة وإن كن أخوات. قال الطيبي: جمع بين الأمر بالصلاة والفرق بينهم في المضاجع في الطفولية تأديباً لهم ومحافظة لأمر الله كله وتعليماً للمعاشرة بين الخلق، وأن لا يقفوا مواقف التهم فيجتنبوا المحارم .
الوصية السادسة : ألا يؤخر نومه بعد صلاة العشاء : إلا لضرورة كمذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة أهل، لما روى أبو برزة أن النبي كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها. متفق عليه.
الوصية السابعة : أن يجتهد الفرد في أن ينام على وضوء : لقول الرسول للبراء بن عازب رضي الله عنه " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة "
الوصية الثامنة : أن يوتر الفرد قبل أن ينام : قال أبو هريرة رضي الله عنه : أوصاني خليلي بثلاث - وذكر منها - : وأن أوتر قبل أن أنام . والله جل وتعالى وتر يحب الوتر ، وكان من هديه أنه لا يترك ركعات الوتر في حضر ولا في سفر ، وذلك لما لهذه العبادة في هذا الوقت أثر تربوي على السلوك فهي ركعات تقع في وقت هدأة الناس ، وفي حال صفاء للروح والذهن الأمر الذي يعود أثره على سمو النفس وتزكيتها وأنسها بالله جل وتعالى ، ولذلك كان الله يحب الوتر .
الوصية التاسعة : أن ينام ابتداء على شقه الأيمن ويتوسد يمينه : لقد أوصي الرسول أن ينام الإنسان على شقه الأيمن، ويتوسد يمينه، ولا بأس أن يتحول إلى شقه الأيسر فيما بعد . فعن البراء بن عازب , أن رسول الله قال : "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة , ثم اضطجع علي شقك الأيمن , ثم قل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك , ووجهت وجهي إليك , وفوضت أمري إليك , وألجأت ظهري إليك , رغبة ورهبة إليك ولا منجا منك إلا إليك , آمنت بكتابك الذي أنزلت , ونبيك الذي أرسلت , واجعلهن آخر كلامك , فإن مت من ليلتك , مت علي الفطرة" (رواه الشيخان) . والفائدة من النوم أن يكون علي الجانب الأيمن ولا سيما بعد الطعام , لأن ذلك أسهل لإفراغ ما في المعدة من الطعام بعد هضمه , وبذلك تتفرغ أسرع مما لو نام علي شقه الأيسر . وللنائم أثناء النوم أن يتقلب بحسب راحته , وإن كان أكثر هذه الأوضاع راحة هو الجانب الأيمن أيضاً لأن الكبد التي هي أثقل الأحشاء تكون مستقرة لا معلقة , وكذلك القلب يكون في هذا الوضع أخف حملاً إذ لا يكون فوقه إلا قليل من الرئة فيكون أنشط فعلاً . وقد أثبت الطب الحديث أن النوم على الشق الأيمن هو الأفضل في تحقيق السكن الصحي والجسدي للنائم . ولذلك فمن أسرار النوم على الشق الأيمن أن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً ، ويكون الكبد مستقراً لا معلقاً ، والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها ، وأسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه . كما أن النوم على الشق الأيمن يسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية .
الوصية العاشرة : أن لا يضجع على بطنه أثناء نومه ليلاً أو نهاراً : لا يضجع على بطنه أثناء نومه ليلاً ولا نهاراً، لما ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (إنها ضجعة أهل النار). وقال (إنها ضجعة يبغضها الله عز وجل) رواه أبو داود بإسناد صحيح. وفي المسند وسنن ابن ماجة عن أبي أمامة قال : "مر النبي علي رجل نائم في المسجد منبطح علي وجهه فضربه برجله , وقال : قم واقعد , فإنها نومة جهنمية" . و ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال :" رأى رسول الله رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله و رسوله ". رواه الترمذي بسنده . ومن مضار النوم على البطن : ضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد و التقلص عند الشهيق و الزفير ، وتؤدي إلى انثناء اضطراري في فقرات الرقبة ، وتؤدي إلى احتكاك الأعضاء التناسلية بالفراش مما يدفع إلى ممارسة العادة السرية ( لاسيما لدي المراهقين)، كما أن الأزمة التنفسية الناجمة تتعب القلب و الدماغ ، وقد لاحظ باحث أسترالي ارتفاع نسبة موت الأطفال المفاجئ إلى ثلاثة أضعاف عندما ينامون على بطونهم نسبة إلى الأطفال الذين ينامون على أحد الجانبين .كما نشرت مجلة التايم دراسة بريطانية مشابهة تؤكد ارتفاع نسبة الموت المفاجئ عند الأطفال الذين ينامون على بطونهم .
أما النوم علي الظهر فكثير الضرر لأن الحنك واللهاة فيه يعارضان فتحة الأنف الداخلية ويعوقان مجري النفس , فيكثر لذلك الشخير , وكثيراً ما تضغط فيه المثانة الممتلئة علي الحويصلات المنوية في الذكور فتكون سبباً في الاحتلام. كما تتسبب في التنفس من الفم والذي يعرض الشخص لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها.
أما النوم على الشق الأيسر فمن مضار ه أن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين . وتضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد . كما يبقى الكبد الذي هو أثقل الأحشاء غير ثابت بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .
الوصية العاشرة : أن يذكر أذكار النوم قبل أن ينام : فقد ورد عن النبي هذا الدعاء عن النوم (باسمك اللهم وضعت جنبي وباسمك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، أستغفرك وأتوب إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله كان إذا أوي إلي فراشه كل ليلة جمع كفيه , ثم نفث فيهما فقرأ : ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( , ) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( , و )قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ( , ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما علي رأسه ووجهه وما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاث مرات" (أخرجه البخاري ومسلم) . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله كان إذا أوي إلي فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأوانا , فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي" (أخرجه مسلم) .
وعن حفصة رضي الله عنها "أن رسول الله كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمني تحت خده , ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك – ثلاث مرات" (أخرجه أبو داود – حديث صحيح). وروي الإمام مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي كان يقول إذا أوي إلي فراشه : اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم . ربنا ورب كل شئ , فالق الحب والنوي , منزل التوراة والإنجيل والقرآن , أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت أخذ بناصيته . أنت الأول فليس قبلك شئ . وأنت الآخر فليس بعدك شئ . وأنت الظاهر فليس فوقك شئ . وأنت الباطن فليس دونك شئ . اقض عنا الدين, وأغننا من الفقر" . وقد طلب علي وفاطمة رضي الله عنهما من الرسول خادماً يساعدهما في البيت فقال لهما : (ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا الله ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم) رواه مسلم.
وروي الإمام مسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه : "أن رسول الله كان إذا أوي إلي فراشه قال : "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا , وكفانا وأوانا , فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي.
الوصية الحادية عشر : أن لا ينام على جنابة ما أمكنه ذلك : بل يغتسل فإن لم يكن فليتوضأ ، وهذه الوصية موجهة إلى الرجال والنساء ؛ أزواجاً وزوجات .
الوصية الثانية عشر: أن يكتب وصيته قبل أن ينام : فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «ما حق امرىءٍ مسلمٍ له شيء يوصِي ، فيه يبِيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده " قال عبد اللّه بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله قال ذلك، إلا وعندي وصيتي. وأمر الوصية أمر عظيم فرط فيه كثير من الناس - ولا يزالون -، مع أن النوم أخو الموت ومع هذا تجد الناس يأمنون فلا يوصون استطالة للأمل!! وبعض أهل العلم يرى تأثّم من لم يوصِ أو يكتب وصيته .
الوصية الثالثة عشر: إذا فزع المرء في منامه : روي أبو داود والترمذي وغيرهما أن رسول الله كان يعلم أصحابه من الفزع كلمات : "أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده , ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" , وقال الترمذي : حديث حسن . إذا رأى في نومه ما يفزعه فمن السنة : أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً ، وأن ينفل عن يساره ثلاثاً ، وليتحوّل عن جنبه ، وليقم فليصل .
الوصية الرابعة عشر: نوم القيلولة : لقد أوصي رسول الله النوم أثناء فترة القيلولة فقال : (استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل) رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحة ، لقوله : "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" . وقال رسول الله :"استعينوا علي قيام الليل بقيلولة النهار" .فمن الأفضل أن يخلد الإنسان للراحة في فترة القيلولة وهي الفترة من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر، ولا يلزم أن تكون هذه الراحة بالساعات فيمكن أن تجعلها لو نصف ساعة، كمجرد فاصل لليوم يستعيد بعده الجسم نشاطه حتى الليل. في حين حذر من النوم بعد العصر وروي جابر " أنه نهي أن ينام الرجل بعضه في الشمس وبعضه في الظل". وقال الإمام أحمد : " أكره للرجل أن ينام بعد العصر .. أخاف علي عقله ". ويكره النوم بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس , وقبل عشاء الآخرة . وكان رسول الله يكره النوم قبلها …. والحديث بعدها .. فإن كان في علم أو ذكر أو محادثة أهله فلا يكره. "
الوصية الخامسة عشر: إذا أصاب المرء الأرق : حدثنا الرسول الكريم نبي الهدى بدعاء نقوله إذا أصابنا الأرق من الليل. قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: أصابني أرق الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله فقال: قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون وأنت حي قيوم يا حي يا قيوم أنم عيني وأهدئ ليلي فقلتها فذهب عني. وروي الترمذي بإسناد ضعيف عن بريدة رضي الله عنه قال : "شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه إلي النبي فقال : يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت ، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط على أحد منهم أو يبغي علي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، أو لا إله إلا أنت).
قال ابن عمر : سمعته من رسول الله ما يقول إذا قلق في فراشه فلم ينم : روي ابن السني عن محمد بن يحيي "أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أصابه أرق , فشكا ذلك إلي النبي , فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه , ومن شر عباده , ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" . أن يقول إذا استيقظ أثناء نومه (لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله). وليدع بما شاء فإنه يستجاب له لقوله (من تعار بالليل فقال حين يستيقظ الخ، ثم دعا استجيب له) رواه البخاري. فإن قام فتوضأ وصلى قبلت صلاته، ويقول (لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم صححه.
القسم الثاني: آداب رؤية الأحلام
الوصية الأولي: إذا رأى الفرد في منامه ما يكره فيسن له إذا أصبح أو استيقظ : الاستعاذة بالله من شر ما رأى ، والاستعاذة من الشيطان ثلاثاً ، والتفل عن اليسار ثلاثاً ، والتحوّل عن الجنب الذي كان نائماً عليه ، والصلاة ، وأن لا يحدث بها أحداً ، وولا يفسرها لنفسه .
الوصية الثانية : وإن رأى في منامه ما يسره ويعجبه فيسن له حين يصبح أو يستيقظ : أن يحمد الله تعالى عليها ، و أن يستبشر بها ، وأن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره ، و أن يفسرها تفسيرا حسناً صحيحاً . ودليل ذلك كله الآثار الواردة عن رسول الله : جاء البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول : " إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره "
وعند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها وليخبر بها ، وإذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها ولا يخبر بها " .وعند الشيخين عن أبي سلمة رضي الله عنه قال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي يقول : " الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره " وفي رواية لمسلم : " فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر "
القسم الثاني: آداب الاستيقاظ من النوم
فهذا يسن له : أن يقول الفرد إذا استيقظ وقبل أن يقوم من فراشه (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) رواه البخاري. وجاء عند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه : " .. فإذا استيقظ، فليقل الحمد الله الذي عافاني في جسدي ورد على روحي وأذن لي بذكره» . وأن يتوضأ ، وأن يستنثر ثلاثاً إذا توضأ . لحديث أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: «إِذا استيقظـ أراه أحدكم ـ من منامهِ فتوضأ فليستنثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت على خيشومه». رواه البخاري . وأن يهرع إلى الصلاة .
جاء عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «يعقد الشيطان على قافية
رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل
فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت
عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان».
وعند مسلم من حديث جابر عن رسول الله قال : "
إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً وليتحوّل
عن جنبه الذي كان عليه " . وعنه من حديث أبي هريرة : " فإن رأى ما يكره فليقم فليصلّ ولا يحدث بها الناس "
===================================
آداب الهدي النبوي في النوم
قال تعالي )وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا( سورة الفرقان(47) وقال تعالي : ) {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصرًا ( سورة النمل (86)
يمكن أن نقسم الهدي النبوي في ذلك إلى ثلاثة أقسام هي :
القسم الأول : آداب قبل النوم : لقد أوصانا الرسول بعدد من الوصايا التي تساعدنا على النوم الهادئ المطمئن ، ومن بين هذه الوصايا ما يلي :
الوصية الأولي : إطفاء السرج : وخاصة تلك التي تعتمد في إضاءتها على النار وإغلاق الأبواب وحفظ الأطعمة في أماكن الحفظ ، لحديث جابر رضي الله عنه : " «أن رسولَ الله قال: أطفِئوا المصابيحَ إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية وخمروا الطعام والشراب ـ وأحسِبُه قال ـ ولو بعُود تعرضه عليه». رواه البخاري . وفي بعض الروايات زيادة ( واذكروا اسم الله ). واليوم ولم يعد الناس يستخدمون النار للإضاءة لكنهم يستخدمونها لأمور معيشتهم من طبخ وغيره فيدخل في هذا الباب : إغلاق اسطوانات الغاز قبل النوم خشية تسرّب الغاز ، وإطفاء جمر المجمرة التي تستخدم عادة للبخور ، والتأكد من إغلاق أجهزة ( كي الملابس ) . وكل ما من شأنه الإحراق إن لم ينتبه له ، وكذلك غلق الأبواب والمنافذ ، وحفظ الأطعمة ، فإنك ترى أنك حين تترك طعاما مكشوفاً يكون عرضة لتجمع الدواب والحشرات التي قد تضر - حمانا الله وإياكم -فتأمل هذا الأدب الذي نراه بسيطاً في تطبيقه ، لكنه عظيم في مآله ومعناه !
الوصية الثانية : تجنب النوم على سطح منزل ليس له حائط : جاء عند أبي داود رحمه الله أن رسول الله قال : « من بات على ظهر بيت ليس عليه حجار فقد برئت منه الذمة ». وعند أحمد : « من بات فوق بيت ليس له أجار يرد رجله أو يدفع قدميه ، فوقع فمات فبرئت منه الذمة " قيل في معنى ذلك : إن لكل من الناس عهداً من الله تعالى بالحفظ فإذا ألقى بيده إلى التهلكة انقطع عنه. فالنائم لا يشعر بحركة جسمه وتقلبه في نومه في العموم الغالب ، وهو معرض للسقوط من على هذا السقف فيكون الإنسان قد تسبب في إيذاء نفسه .
الوصية الثالثة : تجنب نوم المرء بمفرده : فعن ابن عمر: أن النبيّ نهى عن الوَحْدَة، أن يبيت الرجل وحدَه، أو يسافر وحدَه. أخرجه أحمد . وذلك لما يحصل في الوحدة من الوحشة وكثرة الأوهام ولعب الشيطان بالعبد حين يكون وحيدا
الوصية الرابعة : لا يلتحف اثنان في لحاف واحد إلا أن تكون زوجته : يقول ابن حجر في الفتح ثبت في بعض الطرق النهي عن نوم الجماعة في لحاف واحد ، ويظهر أن النهي دفعاً وسدّاً لذريعة الفتنة والافتتان . أما الزوجة فيجوز التلحف معها في لحاف واحد حتى لو كانت حائضاً . لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت ميمونة ، زوج النبِي قالت : كان رسول اللّهِ يضطجع معي وأنا حائض ، وبيني وبينه ثوب. " رواه مسلم .
الوصية الخامسة : التفريق في المضاجع بين الأولاد والبنات : لحديث : «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» . رواه أبو داود في سننه . جاء في عون المعبود : قال المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير: أي فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها إذا بلغوا عشراً حذراً من غوائل الشهوة وإن كن أخوات. قال الطيبي: جمع بين الأمر بالصلاة والفرق بينهم في المضاجع في الطفولية تأديباً لهم ومحافظة لأمر الله كله وتعليماً للمعاشرة بين الخلق، وأن لا يقفوا مواقف التهم فيجتنبوا المحارم .
الوصية السادسة : ألا يؤخر نومه بعد صلاة العشاء : إلا لضرورة كمذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة أهل، لما روى أبو برزة أن النبي كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها. متفق عليه.
الوصية السابعة : أن يجتهد الفرد في أن ينام على وضوء : لقول الرسول للبراء بن عازب رضي الله عنه " إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة "
الوصية الثامنة : أن يوتر الفرد قبل أن ينام : قال أبو هريرة رضي الله عنه : أوصاني خليلي بثلاث - وذكر منها - : وأن أوتر قبل أن أنام . والله جل وتعالى وتر يحب الوتر ، وكان من هديه أنه لا يترك ركعات الوتر في حضر ولا في سفر ، وذلك لما لهذه العبادة في هذا الوقت أثر تربوي على السلوك فهي ركعات تقع في وقت هدأة الناس ، وفي حال صفاء للروح والذهن الأمر الذي يعود أثره على سمو النفس وتزكيتها وأنسها بالله جل وتعالى ، ولذلك كان الله يحب الوتر .
الوصية التاسعة : أن ينام ابتداء على شقه الأيمن ويتوسد يمينه : لقد أوصي الرسول أن ينام الإنسان على شقه الأيمن، ويتوسد يمينه، ولا بأس أن يتحول إلى شقه الأيسر فيما بعد . فعن البراء بن عازب , أن رسول الله قال : "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة , ثم اضطجع علي شقك الأيمن , ثم قل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك , ووجهت وجهي إليك , وفوضت أمري إليك , وألجأت ظهري إليك , رغبة ورهبة إليك ولا منجا منك إلا إليك , آمنت بكتابك الذي أنزلت , ونبيك الذي أرسلت , واجعلهن آخر كلامك , فإن مت من ليلتك , مت علي الفطرة" (رواه الشيخان) . والفائدة من النوم أن يكون علي الجانب الأيمن ولا سيما بعد الطعام , لأن ذلك أسهل لإفراغ ما في المعدة من الطعام بعد هضمه , وبذلك تتفرغ أسرع مما لو نام علي شقه الأيسر . وللنائم أثناء النوم أن يتقلب بحسب راحته , وإن كان أكثر هذه الأوضاع راحة هو الجانب الأيمن أيضاً لأن الكبد التي هي أثقل الأحشاء تكون مستقرة لا معلقة , وكذلك القلب يكون في هذا الوضع أخف حملاً إذ لا يكون فوقه إلا قليل من الرئة فيكون أنشط فعلاً . وقد أثبت الطب الحديث أن النوم على الشق الأيمن هو الأفضل في تحقيق السكن الصحي والجسدي للنائم . ولذلك فمن أسرار النوم على الشق الأيمن أن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً ، ويكون الكبد مستقراً لا معلقاً ، والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها ، وأسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه . كما أن النوم على الشق الأيمن يسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية .
الوصية العاشرة : أن لا يضجع على بطنه أثناء نومه ليلاً أو نهاراً : لا يضجع على بطنه أثناء نومه ليلاً ولا نهاراً، لما ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (إنها ضجعة أهل النار). وقال (إنها ضجعة يبغضها الله عز وجل) رواه أبو داود بإسناد صحيح. وفي المسند وسنن ابن ماجة عن أبي أمامة قال : "مر النبي علي رجل نائم في المسجد منبطح علي وجهه فضربه برجله , وقال : قم واقعد , فإنها نومة جهنمية" . و ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال :" رأى رسول الله رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله و رسوله ". رواه الترمذي بسنده . ومن مضار النوم على البطن : ضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد و التقلص عند الشهيق و الزفير ، وتؤدي إلى انثناء اضطراري في فقرات الرقبة ، وتؤدي إلى احتكاك الأعضاء التناسلية بالفراش مما يدفع إلى ممارسة العادة السرية ( لاسيما لدي المراهقين)، كما أن الأزمة التنفسية الناجمة تتعب القلب و الدماغ ، وقد لاحظ باحث أسترالي ارتفاع نسبة موت الأطفال المفاجئ إلى ثلاثة أضعاف عندما ينامون على بطونهم نسبة إلى الأطفال الذين ينامون على أحد الجانبين .كما نشرت مجلة التايم دراسة بريطانية مشابهة تؤكد ارتفاع نسبة الموت المفاجئ عند الأطفال الذين ينامون على بطونهم .
أما النوم علي الظهر فكثير الضرر لأن الحنك واللهاة فيه يعارضان فتحة الأنف الداخلية ويعوقان مجري النفس , فيكثر لذلك الشخير , وكثيراً ما تضغط فيه المثانة الممتلئة علي الحويصلات المنوية في الذكور فتكون سبباً في الاحتلام. كما تتسبب في التنفس من الفم والذي يعرض الشخص لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها.
أما النوم على الشق الأيسر فمن مضار ه أن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين . وتضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد . كما يبقى الكبد الذي هو أثقل الأحشاء غير ثابت بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .
الوصية العاشرة : أن يذكر أذكار النوم قبل أن ينام : فقد ورد عن النبي هذا الدعاء عن النوم (باسمك اللهم وضعت جنبي وباسمك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، أستغفرك وأتوب إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله كان إذا أوي إلي فراشه كل ليلة جمع كفيه , ثم نفث فيهما فقرأ : ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( , ) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( , و )قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ( , ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما علي رأسه ووجهه وما أقبل من جسده , يفعل ذلك ثلاث مرات" (أخرجه البخاري ومسلم) . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله كان إذا أوي إلي فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وأوانا , فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي" (أخرجه مسلم) .
وعن حفصة رضي الله عنها "أن رسول الله كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمني تحت خده , ثم يقول : اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك – ثلاث مرات" (أخرجه أبو داود – حديث صحيح). وروي الإمام مسلم وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي كان يقول إذا أوي إلي فراشه : اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم . ربنا ورب كل شئ , فالق الحب والنوي , منزل التوراة والإنجيل والقرآن , أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت أخذ بناصيته . أنت الأول فليس قبلك شئ . وأنت الآخر فليس بعدك شئ . وأنت الظاهر فليس فوقك شئ . وأنت الباطن فليس دونك شئ . اقض عنا الدين, وأغننا من الفقر" . وقد طلب علي وفاطمة رضي الله عنهما من الرسول خادماً يساعدهما في البيت فقال لهما : (ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا الله ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم) رواه مسلم.
وروي الإمام مسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه : "أن رسول الله كان إذا أوي إلي فراشه قال : "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا , وكفانا وأوانا , فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي.
الوصية الحادية عشر : أن لا ينام على جنابة ما أمكنه ذلك : بل يغتسل فإن لم يكن فليتوضأ ، وهذه الوصية موجهة إلى الرجال والنساء ؛ أزواجاً وزوجات .
الوصية الثانية عشر: أن يكتب وصيته قبل أن ينام : فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «ما حق امرىءٍ مسلمٍ له شيء يوصِي ، فيه يبِيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده " قال عبد اللّه بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله قال ذلك، إلا وعندي وصيتي. وأمر الوصية أمر عظيم فرط فيه كثير من الناس - ولا يزالون -، مع أن النوم أخو الموت ومع هذا تجد الناس يأمنون فلا يوصون استطالة للأمل!! وبعض أهل العلم يرى تأثّم من لم يوصِ أو يكتب وصيته .
الوصية الثالثة عشر: إذا فزع المرء في منامه : روي أبو داود والترمذي وغيرهما أن رسول الله كان يعلم أصحابه من الفزع كلمات : "أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده , ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" , وقال الترمذي : حديث حسن . إذا رأى في نومه ما يفزعه فمن السنة : أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً ، وأن ينفل عن يساره ثلاثاً ، وليتحوّل عن جنبه ، وليقم فليصل .
الوصية الرابعة عشر: نوم القيلولة : لقد أوصي رسول الله النوم أثناء فترة القيلولة فقال : (استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل) رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحة ، لقوله : "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" . وقال رسول الله :"استعينوا علي قيام الليل بقيلولة النهار" .فمن الأفضل أن يخلد الإنسان للراحة في فترة القيلولة وهي الفترة من بعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر، ولا يلزم أن تكون هذه الراحة بالساعات فيمكن أن تجعلها لو نصف ساعة، كمجرد فاصل لليوم يستعيد بعده الجسم نشاطه حتى الليل. في حين حذر من النوم بعد العصر وروي جابر " أنه نهي أن ينام الرجل بعضه في الشمس وبعضه في الظل". وقال الإمام أحمد : " أكره للرجل أن ينام بعد العصر .. أخاف علي عقله ". ويكره النوم بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس , وقبل عشاء الآخرة . وكان رسول الله يكره النوم قبلها …. والحديث بعدها .. فإن كان في علم أو ذكر أو محادثة أهله فلا يكره. "
الوصية الخامسة عشر: إذا أصاب المرء الأرق : حدثنا الرسول الكريم نبي الهدى بدعاء نقوله إذا أصابنا الأرق من الليل. قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: أصابني أرق الليل فشكوت ذلك إلى رسول الله فقال: قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون وأنت حي قيوم يا حي يا قيوم أنم عيني وأهدئ ليلي فقلتها فذهب عني. وروي الترمذي بإسناد ضعيف عن بريدة رضي الله عنه قال : "شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه إلي النبي فقال : يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت ، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط على أحد منهم أو يبغي علي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، أو لا إله إلا أنت).
قال ابن عمر : سمعته من رسول الله ما يقول إذا قلق في فراشه فلم ينم : روي ابن السني عن محمد بن يحيي "أن خالد بن الوليد رضي الله عنه أصابه أرق , فشكا ذلك إلي النبي , فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه , ومن شر عباده , ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" . أن يقول إذا استيقظ أثناء نومه (لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله). وليدع بما شاء فإنه يستجاب له لقوله (من تعار بالليل فقال حين يستيقظ الخ، ثم دعا استجيب له) رواه البخاري. فإن قام فتوضأ وصلى قبلت صلاته، ويقول (لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم صححه.
القسم الثاني: آداب رؤية الأحلام
الوصية الأولي: إذا رأى الفرد في منامه ما يكره فيسن له إذا أصبح أو استيقظ : الاستعاذة بالله من شر ما رأى ، والاستعاذة من الشيطان ثلاثاً ، والتفل عن اليسار ثلاثاً ، والتحوّل عن الجنب الذي كان نائماً عليه ، والصلاة ، وأن لا يحدث بها أحداً ، وولا يفسرها لنفسه .
الوصية الثانية : وإن رأى في منامه ما يسره ويعجبه فيسن له حين يصبح أو يستيقظ : أن يحمد الله تعالى عليها ، و أن يستبشر بها ، وأن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره ، و أن يفسرها تفسيرا حسناً صحيحاً . ودليل ذلك كله الآثار الواردة عن رسول الله : جاء البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول : " إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره "
وعند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها وليخبر بها ، وإذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها ولا يخبر بها " .وعند الشيخين عن أبي سلمة رضي الله عنه قال : لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي يقول : " الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب ، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره " وفي رواية لمسلم : " فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر "
القسم الثاني: آداب الاستيقاظ من النوم
فهذا يسن له : أن يقول الفرد إذا استيقظ وقبل أن يقوم من فراشه (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) رواه البخاري. وجاء عند الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه : " .. فإذا استيقظ، فليقل الحمد الله الذي عافاني في جسدي ورد على روحي وأذن لي بذكره» . وأن يتوضأ ، وأن يستنثر ثلاثاً إذا توضأ . لحديث أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: «إِذا استيقظـ أراه أحدكم ـ من منامهِ فتوضأ فليستنثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت على خيشومه». رواه البخاري . وأن يهرع إلى الصلاة .
جاء عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «يعقد الشيطان على قافية
رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل
فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت
عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان».
وعند مسلم من حديث جابر عن رسول الله قال : "
إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً وليتحوّل
عن جنبه الذي كان عليه " . وعنه من حديث أبي هريرة : " فإن رأى ما يكره فليقم فليصلّ ولا يحدث بها الناس "
===================================
مواضيع مماثلة
» أسباب الإفراط فى النوم والرغبة المفرطة فى النوم
» الطب النبوي
» الطب النبوي و الاعشاب
» آداب النقباء
» تابع الطب النبوي والاعشاب
» الطب النبوي
» الطب النبوي و الاعشاب
» آداب النقباء
» تابع الطب النبوي والاعشاب
منتدى القاضى - الأسرة والمجتمع العربى :: قسم منتديات الطب والصحة العامة :: منتدى الوصفات الطبية والنفسية - الصحة والجمال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى