تأثير الحمل على النوم

تأثير الحمل على النوم

تشعر السيدات الحوامل بالتعب والإجهاد أثناء فترة الحمل وخاصة خلال الثلاثة أشهر الأولى و كذلك الثلاثة أشهر الأخيرة . والسبب في ذلك أن الجسم يفرز هرمونات جديدة ويحدث بالجسم تغيرات عديدة تعد الجسم للعمل الشاق (تكوين الجنين) .
وخلال فترة الحمل الأولي ، يُنَتجْ كمية أكبر من هرمون "بروجستيرون"، وهذا يجعل الجسد مرهقاً ويزيد الرغبة في النوم بالإضافة إلى أن الجسم ينتج كمية أكبر من الدم ليحمل المواد الغذائية للجنين. وهذا يسبب عمل أكثر للقلب وباقي الأعضاء. كما أن الجسم تتغير فيه الطريقة التي يعالج بها الأطعمة والمواد الغذائية كل هذا التغيير يكون مجهداً لجسم المرأة الحامل ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق. كما أن التغيرات الجسدية والنفسية تكون مجهدة للجسم، ثم تأتى المرحلة الأخيرة من الحمل وفيها زيادة حجم الطفل مما يزيد من الإرهاق والتعب بالإضافة إلى بعض التغيرات الأخرى من قبيل :الصعوبة في بدء النوم ، والتبول أثناء النوم ، والشد العضلي في الساقين أثناء الليل ، وحرقان في المعدة.
وفقاً لدراسة حديثة قام بها الباحثون في جامعة سانت جوزيف ديلاوير كاونتي (Memorial Hospital). يستسلم النساء الحوامل للنوم خلال الليل مع نهاية حملهم . قام الباحثون بدراسة 128 امرأة ممن تتراوح فترة حملهم بين الثمانية أسابيع و138 أسبوع وفوجئوا بأن رقماً مرتفعاً منهن يعانين من مشكلات واضحة في النوم. في نهاية حملهن وجد أن 97% من المشاركات كن يستيقظن أثناء الليل وحوالي 92% منهن نمن بشكل متقطع ، و50% منهن كن يشخرن أثناء النوم ، ونسبة عالية منهن كن يعانين من أعراض تتطابق مع انقطاع التنفس الليلي مثل الاستيقاظ الخانق والشعور الزائد بالنعاس أثناء النهار. وعليه فقد قيل لكثيرات من هؤلاء الحوامل بأنها كانت الطريقة التي يقوم بها الجسم لتحضيرهن للحياة مع الطفل تلك الحياة المليئة بليالي الاستيقاظ.
وفي دراسة أخري مع أن أغلبية الحوامل أخبرن عن شكاوى نوم محددة فإن قلة منهن قد اعترفن بوجود اضطراب في النوم ، هذا ما أقرته نتائج الدراسة، على سبيل المثال، في نهاية الحمل حوالي 36% من النساء زعمن بأنهن كن يعانين من مشكلات نوم، ومع ذلك فإن 92% كن ينمن بشكل قلق ، وهذا التناقض كان يُعَزي إلى اعتقاد بأن اضطراب النوم هو جزء متوقع مصاحب للحمل ولا يشكل مشكلة منفصلة ،, كل هذا يمكن أن يكون جزءاً من قضية عالمية تثير النقاش في كيفية تحديد النساء لمشكلات نومهن. وتوصي تلك الدراسات بدعوة المسؤولين عن العناية بصحة المرأة الحامل ليكن أكثر دراسة ودراية حول موضوعات النوم بحيث يستطعن إدراك هذه الأعراض حين تحدث لهن.
كما يحدث خلال أشهر الحمل العديد من التغيرات والأعراض التي تؤثر على النوم. فآلام الساقين وأوجاع العضلات، والغثيان، والشعور بالحموضة، وحركة الجنين كلها أمور تؤثر على جودة النوم. وقد أظهر استفتاء في الولايات المتحدة أن 78% من الحوامل يشكين من زيادة اضطرابات النوم خلال شهور الحمل.
وللتبسيط يمكن تقسيم تأثيرات الحمل إلى ثلاث مراحل:
الثلاثة أشهر الأولى: وخلالها يزيد هرمون البروجيستيرون في الدم. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي:
زيادة في النعاس وكثرة النوم مقارنة بفترة ما قبل الحمل .
زيادة الرغبة في التبول خلال ساعات الليل مما يؤثر على استمرارية النوم بالليل وبالتالي قد يزيد من زيادة النعاس بالنهار.
الثلاثة أشهر الثانية (الشهور من الرابع إلى السادس ): ويستمر خلالها ارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون ولكن بصورة أبطأ. ويمكن تلخيص التأثيرات بالتالي على النحو التالي:
يتحسن النوم مقارنة بالثلث الأول ولكنه يظل أقل جودة من فترة ما قبل الحمل.
تقل الرغبة في التبول مما يؤدي إلى بعض الاستقرار في النوم.
الثلاثة أشهر الأخيرة (الشهور السابع إلى التاسع ): وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من اضطرابات النوم.
أظهرت بعض الاستفتاءات أن 97% من الحوامل يعانين من اضطرابات النوم في نهاية الحمل .
وخلال هذه الفترة تزداد الرغبة في التبول بالليل بسبب ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى تقطع النوم .
كما أن الكثير من السيدات يعانين من احتقان الأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس خاصة بالليل مما قد يؤثر على جودة النوم.
وخلال الحمل قد تظهر بعض اضطرابات النوم التي لم تكن موجودة سابقا. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 30% من الحوامل اللاتي لم يكن يعانين من الشخير يظهر لديهن الشخير لأول مرة خلال الحمل. وإذا كان احتقان الأنف وانسداده شديدين فقد يؤدي ذلك إلى انسداد مجرى التنفس العلوي وتوقف التنفس مما قد يسبب تقطع النوم وزيادة النعاس أثناء النهار وقد يسبب نقصاً في مستوى الأوكسجين أثناء النوم وزيادة ضغط الدم لدي الحامل فإذا كانت الحامل تعاني من الشخير وزيادة النعاس فإنها تنصح بمراجعة الطبيب.
وهناك عدد من النصائح التي يمكن أن توجه للحامل :
تنصح الحامل في الثلث الأخير من الحمل بالنوم على الجانب الأيسر حيث أن ذلك يسهل تدفق الدم للجنين والكليتين. كما تنصح بتجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.
إذا كانت الحموضة تسبب مشكلة للحامل عند النوم فإنها تنصح باستخدام الوسائد لرفع الرأس عند النوم وكذلك تجنب تناول الحمضيات والتوابل.
تناول وجبات خفيفة متكررة خلال اليوم يجعل المعدة ممتلئة مما قد يقلل من الإحساس بالغثيان والحموضة.
الإكثار من شرب السوائل بالنهار والتقليل منها بالليل.
ممارسة رياضة المشي بانتظام
وبعد الولادة ، تعاني الأم عادة من تقطع النوم بسبب كثرة استيقاظ رضيعها (راجع النوم عند الأطفال ) مما ينعكس سلباً على نشاطها خلال النهار وقد يتسبب لها في بعض الحالات الاكتئاب. وتنصح الأمهات بأخذ غفوة في الأوقات التي يغفو فيها رضيعها كما أن مشاركة أفراد الأسرة في العناية بالرضيع قد يخفف من حجم المشكلة.