الأب.. والصحة النفسية للأبناء
صفحة 1 من اصل 1
الأب.. والصحة النفسية للأبناء
الأب.. والصحة النفسية للأبناء
إن للأب في الأسرة وتنشئة الأبناء دورا لا يقل أهمية عن دور الأم، ولذلك يخطئ الأب كثيرا إذا شغلته متاعب الحياة عن أسرته، وقضي معظم وقته بعيدا عنها، تاركا الأمر للأم وحدها؛ ذلك لأن دوره يختلف عن دورها إلى حد ما، ولا تستطيع هي أن تعوض أبنائها النقص الذي ينشأ عن تغيبه عنهم أو عدم العناية بالإشراف عليهم ومصاحبهم. مقولات الأبوة الحكيمة في توفير الصحة النفسية للأبناء (1) عليه أن يشعر الصغير بحبه له، وعنايته به منذ وقت مبكر من حياته: حقا وأننا نعلم أن مسئولياته الاجتماعية ووظيفته في المجتمع تجعل مركزه غير سهل كمركز الأم في كسب مودته وإشعاره بالحب والحنان، ولكن ذلك لا يعفيه من أن يحاول الاقتراب من ابنه منذ السنين الأولى من حياته، كما عليه أن يستغل نمو الصغير حين يبدأ المشى، واستخدام اللغة في تدعيم العلاقة معه هذا السن تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية لها روح الود والمحبة، ولا تركتن إلى قضاء حاجاته الفسيولوجية، كما في السنة الأولى. مثل هذه المعاملة من جانب الأب تساعد على: 1- اطراد نمو الطفل، وشعوره بالأمن، والرضي الناتج عن تمتعه بمحبة والديه، كما تساعد على تكامل شخصيته هو واستقراره النفسي كأب. 2- مر علاقة الصغير بوالده كلما تقدم به العمر حتي يصبح الاب ومصاحبته من الأمور البالغة الأهمية للطفل حتي سن العاشرة، فهو مثله الأعلى، وموضع ثقته. وليس أدل على ذلك من نتائج الإيجابيات التي سئلت فيها مجموعة من الأطفال بين سن الخامسة والسابعة عشر عن شخصية يعجب بها كل، وتتخذ منها مثلا أعلى في الحياة، فكان الأب لدى أغلبية الصغار بين سن الخامسة والعاشرة هي أنه الشخصية التي يعجبون بها ويريدون تتبع خطاها هي "الأب". بينما ذكر أغلبية مراهقي السابعة عشر أسماء أشخاص آخرين غير آبائهم، وليس من الضروري أن يكونوا في البيئة المحيطة. (2) عليه أن يهيئ نفسه للأبوة وتضحيات الأبوة: بأن يحاول أن يشترك مع الأم كلما سنحت له الظروف بمساعدتها في رعاية أطفالها والعناية بهم وبحاجاتهم اليومية. ولهذا الاتجاه الأبوي أهمية كبيرة خصوصا في حالة الطفل الأول؛ لأن هذا التعاون في الأسرة المتفاهمة السعيدة محبب إلى النفس كما أنه تدريب جميل على مسئوليات الأبوة، وتمرين على تغيير عاداته اليومية، فهو في هذه الحالة لا ينتظر من زوجته أن تعطيه كل عنايتها ووقتها، ولا ينتظر من أسرته السهر على خدمته دائما.. بل يجد نفسه مساقا إلى أن يسخر نفسه لخدمة أطفاله. (2) عليه أن يقضى مع أبنائه بعض الوقت يوميا: وذلك كي يشعرهم بأنه على اتصال دائم بهم، بعد أن ثبت أن استمرار العناية واتصال الود من الأمور المهمة الباعثة على استقرار الأطفال وأمنهم النفسي، وعليه أن يفكر في أن يشغل هذا الوقت بطريقة ممتعة ومحببة لهم، وعاملة على تدعيم علاقته بهم.. فيظهر اهتمامه بهواية خاصة يميل إليها أحد أبنائه، وينصت إلى الآخر وهو يقص عليه مغامراته اليومية، ويبدى إعجابه بحركة أو كلمة نطق بها ثالث من أطفاله... وهكذا بمكنه في هذه المدة القصيرة نسبيا أن ينزل إلى مستوي أبنائه، ويتمتع معهم بوقت طيب لا ينسونه ولا ينساه. (4) عليه أن يعمل على أن يسود جو الأسرة الوفاق الهدوء: وأن تكون علاقته بالأم علاقة طيبة، ولذلك كانت مهمة اختيار شريكة الحياة من المهام الخطيرة والمهمة. وعليه مهما كان الأمر فعليه أن يتحكم في غضبه، ويقلل من إظهار هذا الانفعال أمام أبنائه، وأن يتغاضي بقدر الإمكان عن أخطاء زوجته وأبنائه التافهة إن وجدت.. وأن يعمل: موجها، ومرشدا لهم فينبههم إلى ما يراه أخطاء بطريقة لطيفة هادئة، بعيدة عن الأمر والنهي، حتى لا يثير مقاوتهم ورغبتهم في التمرد على سلطته. وعليه أن يعمل بقدر الإمكان على أن يتفق مع زوجته على طريقة منسقة في معاملتهما للأبناء؛ لأنه ليس أخطر على تنشئة الصغار من اختلاف الأبوين في طريقة المعاملة.. وكثيرا ما يؤدى هذا الاختلاف إلى انحراف الصغار، وصعوبة تكيفهم للوسط الذي يعيشون فيه. (5) عليه تعليم أبنائه الذكور أنماط السلوك الاجتماعي المميز لجنسهم من أفراد المجتمع: ويكون قدوة لهم في التصرف والسلوك، والمثل الصالح الذي يقربه لأبنائه فيقلدونه دون عناء.. وبطريقة شعورية أحيانا، ولا شعورية أحيانا أخرى. وعليه أيضا يهيىء لهم مواقف حقيقية، تتيح لهم ممارسة هذه الفضائل والعادات ممارسة فعلية على مستوي بسيط حتى تصبح عادة متأصلة في نفسهم. (6) على الأب أن يعمل على كسب ثقة أبنائه وبناته ومودتهم: لدرجة يتخذون منه صديقا حكيما، ويلجؤون إليه كلما أعيتهم الحيل إلى حل مشكلة من مشكلات الحياة، التي كثيرا ما تصادفهم في هذه السن، ويسرون إليه بأسرارهم، ويتمتعون بذلك الشعور الجميل الذي يتميز بالراحة النفسية، والاطمئنان الذي يشعر به المرء إذا كان له شخص قوى موثوق به.. يأتمنه على أسراره ويمكن القول، مع الأسف، أن معظم الآباء والأمهات في مصر لا يهتمون بصداقة أبنائهم وبناتهم، وتشجيعهم على الالتجاء إليهم وقت الحيرة والقلق، واستدل على ذلك من بحث أجرى على مجموعة كبيرة من البنات.. إذ نفت الأغلبية العظمى منهن أنهن يلجأن إلى أمهاتهن أو آبائهن بأي سر من أسرارهن.. وذكر البعض أنهن لم يتعودن ذلك. (7) عليه مشاركة الأم في تنشئة الأبناء: على الأب أن يشارك الأم، سواء كانت تعمل في الخارج أو لا تعمل في أعباء المنزل ورعاية الأبناء.. ففي ذلك مصلحة صحية له ولهم جميعا. فرعاية الأبناء تضيف إلى حياة الكبار إشراقا لا سبييل لهم إلى اختياره عن غير هذا الطريق.. يضاف إلى ذلك: أن إشراك الأب في أعباء المنزل ورعاية الأبناء هو التجسيد العملي للرعاية بمفهوم المساواة والمشاركة، والتعاون في العلاقة بينه وبين زوجته.. وهو أيضا الوسيلة الوحيدة لخلق المناخ الصحي والسليم في العلاقة بين أفراد الأسرة جميعا.. وفي مثل هذا المناخ، سوف يكون للأب دوره المؤثر الفعال في مساعدة أبنائه على تحقيق أهداف التنشئة السليمة: وهي تنمية ما لديهم من إمكانات ذهنية ووجدانية إلى أقصي غاياتها، وتهيئة الفرص الملائمة لاختيار وجودهم كعامل محفز لهم للسير في طريق التقدم، والارتقاء، دون محاولة صب شخصياتهم في القلوب، التي يريدها الكبار لهم، وفي سبيل تحقيق ذلك يستطيع الأب يساهم بالكثير. ( على الأب توفير السعادة للأم: ينبغي على الأب يتيح للأم فرصة تحقيق الصحة والسعادة، وراحة البال لا وفاء بحقها فحسب، ولكن تلبية لالتزامه الأول إزاء أبنائه أيضا؛ ذلك أن الطفل مخلوق شديد الحساسية لكل ما يجري حوله بوجه عام، والعلاقة بين والديه على وجه الخوص.. فإذا لمس من هذه العلاقة الحب والتعاون غمرة الشعور بالرضي عن الحياة والاطمئنان إليها، والإقبال عليها.. كان هذا الشعور تمهيدا مساندا ومعينا له، حين يكون عليه أن يمارس الحياة فيما بعد. كما أنه يقوم بدور السند المعنوي لزوجته؛ لا لأن ذلك يبعث فيها الإشراق ويدفعها إلى الإقبال، ويطلق طاقاتها إلى جهد مؤثر وبناء فحسب، لكن أيضا لأن عملية التنشئة مهما يكن مقدار الحرية التي تتاح فيها للصغير، لا بد أن تنطوي على بعض القيود بالنسبة لرغباته. ومن أهم أصول التنشئة أن يشعر الصغار بأن والأم لهما رأي واحد في هذا الاتجاه، لان إدراكهم وجود اختلاف بين والديهم خليق بأن يصبهم بالحيرة والقلق والانزعاج أو قد يحفزهم ذلك على محاولة الانحياز لأحدهما دون الآخر، واللعب على اختلافهما لتحقيق رغباتهم، وبراعة الأطفال في هذا المجال تفوق أي تصور أو توقع الكبار. (9) على الأب خلق المناخ الصحي الملائم بالأسرة: ينبغى على الأب أن يجعل من وجوده في حياة الأسرة سبيلا؛ لكي يتعرف الصغار على ما له من صفات ايجابية تعينهم على التعرف عليها، والتوحد معها على تكوين شخصياتهم ونضجها، وليس معني هذا أن يحاول الأب فرض صفاته الشخصية على الصغار بأي حال، ولكن معناه أن يعمل الأب على خلق المناخ الصحي الملائم بالأسرة؛ لأن هذا المناخ خلفية لا بد منها، ليكون وجوده في الأسرة عامل إثراء لشخصية الأطفال. وفي هذا المجال، فإن الأبناء يكونون مثلهم العليا، ولو بصورة جزئيه على الأقل فيما يرونه في الأب؛ فالأب الذي له وجود واضح وسليم في حياة أسرته، يمكنه أن يمنع عن أبنائه الكثير من معوقات النمو وانحرافاته. (10) على الأب أن يقف من الطفل موقفا فيه الحزم أحيانا: وكذلك فيه قدر من الحد من نشاطه، ومنه الإجابة لرغباته؛ لأن الأب مهما كان في رقته وهدوءه يمثل بالنسبة للصغير السلطة.. والصغير يحتاج نفسيا إلى وجود السلطة في حياته؛ لأنها هي التي تساعده على تمثل القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، وهي التي تكفه عن الانطلاق وراء نزواته الطفولية، وأهوائها، وتساعده على الاستقرار النفسي اللازم لعملية التكيف الاجتماعي. (11) على الأب أن يكون مصدرا للحنان: إن مهمة الأب كمركز للسلطة لا تتنافي مع مهمته كمصدر للحنان، فحنان الأب لازم لصحة الطفل النفسية لزوم حنان الأم، فإظهار الحنان للصغار وبخاصة الصبيان، منهم لا يتعارض مع رجولة الكبار، ولا يتعارض مع النمو بل على العكس هو الصحيح.. إن الصبي الذي يلقي الحنان صغيرا يلقي مع الحنان الإشباع لحاجة نفسية ملحة، وهي حاجته إلى أن يشعر أنه مقبول ومحبوب. - إذا لقيت هذه الحاجة الإشباع: فسوف يشب وهو لا يطيق أن يري الحرمان يعاني منه الغير، وسيعمل جاهدا على مكافحة هذا الحرمان.. سيشب على وجدان اجتماعي يتلخص في صفة الشهامة، والشهامة من أهم صفات الرجولة. ولو صبر كل أب على صغيره قليلا، وأعطاه وقته بعض الوقت لتحاشي كثيرا من عوامل القلق، والهم، والخطيئة والعدوان التي كثيرا ما تفتك بنفوس الصغار. إن الطفل يحتاج إلى هذه اللفتات من أبيه: يستجيب لها، وليس أفضل من إدخال الطمأنينة على نفس الطفل، وفي تقويم سلوكه من أن يشعر أن أباه يقوم بدوره كأب يرعى مصلحته، ويرقب أخطاءه ويرده عنها في أسلوب هو الحزم والعطف معا. ولا يضن بالثناء إذا أصاب، ويعامله بنزاهة انفعالية تجعله دائما وفي جميع الأحيان جديرا بالثقة وأهلا بالاعتماد. (12) على الأب تحويل أنانية الطفل إلى حب الغير: الطفل في البواكير الأولى من حياته كائن أناني، لا يعرف إلا نفسه، لا يحيا إلا لها. والأبوة الرشيدة الناجحة هي التي تعمل في دأب، على تحويل قدر من الأنانية إلى حب الغير حتى إذا أدرك مرحلة المراهقة، كان مستطيعا عن طريق ما أنهج له من فرص الإعطاء والمشاركة وعن طريق المناقشات الودية في بعض الأحيان، ثم عن طريق المثال: الذي يراه من والديه- فليس في الواقع أفضل من هذا المثال في نفوس الصغار- كان مستطيعا أن يكون لنفسه معيارا للقيم الخلقية، فيكون حب الغير ورعاية حقوقهم من مقوماته الأساسية. (13) على الأب تشجيع أبنائه وتقديرهم: إن الأبناء في حاجة إلى أن يقلوا التشجيعن ويطمئنوا إلى الموافقة والقبول من أبيهم، ينعموا بحياة فيها الشجاعة والتعاون. إن شعور الطفل بتقدير أبيه لما يفعل خليق بأن ينبه فيه خير ما عنده، ويبعث لديه الحماس للقيام بخير ما يستطيع. فكلمة التشجيع التي يحظي بها من أبيه متى أعطيت في حينها، هي الحجر الأساسي في تكون الثقة بالنفس، وهي صفة لا بد منها، لإمكان التقدم فيما بعد. إن قدرات الطفل تنمو مع التشجيع، وتضمر باللوم والتثبيط. وشعوره بأنه يلقى الثقة والتقدير والاحترام من أبيه خليق بأن ينمى في نفسه صفات الشجاعة، والعزم، والاتزان.. وهي دائما من مقولات الشخصية الخلاقة. (14) على الأب تجنب النقد اللاذع والتفرقة بين أبنائه: الأب مسئول عن أن يسود حياة الأسرة جو المودة والحب والاحترام، وأن ينفض عنها النقد اللاذع إذا كان مركزا على فرد بعينه في الأسرة لأي سبب من الأسباب؛ فإن الجو المشبع بالاحترام ينقل إلى الأطفال ويعلمهم كيف يحترم يعضهم بعضا. وكذلك: على الأب أن يتجنب، ثم يتصدى لأي بادرة تفرقة بين الولد والبنت، فإن هذا التميز هو البذرة الأولى التي ينبت منها، وتنفرج عنها كل انحرافات العلاقة بين الجنسين فيما بعد: فالأب الذي يضع نصب عينيه أن ينشئ ابنه على احترام الغير وحقوقهم ومعتقداتهم ومساهمتهم، إنما يساعده على أن يطل على الحياة من أفق واسع وعلى أن ينظر إلى مسائلها ومشكلاتها بنظرة موضوعية متحررة من آثار التحيز والهوي. (15) على الأب ضرورة عدم نقل هموم العمل إلى المنزل: من الخير أن يذكر الأب دائما أنه لا بد من افصل بين العمل والمنزل، فصلا تاما بقدر الإمكان.. ومعني هذا ألا ينقل هموم العمل ومتاعبه معه إلى البيت. إن البيت مكان يختلف كل الاختلاف عن العمل. وجو البيت من أجل ذلك جانب أن الصغار لا يستطيعون فهم العمل ومتاعبه، وبالتالي لا يستطيعون المساعدة فيها. ومن ثم فإن ترك هموم العمل حيث هي أمر حتمي، إذا شاء الأب أن ينهض بالتزاماته في تنشئة الصغار على خير وجه. ويضاف إلى ذلك: أن نقل هموم العمل إلى المنزل خليق بأن يجعل الأب ضيق الخلق، سهل الإثارة، وهذا أمر قد يفسر بواسطة الصغار أنه صد لهم. واعتداء عليهم، لأن الصغار شديد و الحساسية في هذا الأمر، وليس في وسعهم أن يفهموا باعثه الحقيقي، ولا أن يردوا له سبب آخر. (16) على الأب أن يتجنب معاملة أبنائه على أساس الأمر والنهي والعقاب: إذا ألحت على الطفل بعض رغباته، وهي لا بد أن تلح عليه أحيانا، فدفعت به إلى محاولة الانطلاق خارج الحدود التي تتضمنها مصلحته، ففي وسع الأب، ومن واجبه، أن يعطيه في حديث قصير إيضاحا لمدلول السلوك الذي يراد له قدر من الضبط.. والطفل كائن منطقي معتدل، يستجيب إذا لقي الاحترام، وعوامل على مستوى إنسانيته. أما معاملته على أساس الأمر والنهي والعقاب، فإنها تثير في نفسه كثيرا من أسباب الهم والقلق والخطيئة والعدوان، فوق أنها تؤدي إلى أن يرى أباه في صورة المتسلط الباطش الغاشم لا الموجه الصديق الهادئ.. شتان بين الصديقين تأثرا في نفس الطفل. وأخيرا: مما سبق نرى أن الدور الذي يستطيع الأب القيام به في تنشئة أبنائه دور عظيم القدر والخطر.. ولو قام كل أب بواجبه في هذا الصدد على النحو الذي ينبغي، كان لنا أن نرجو أن يجئ عالم الغد خير من عالم اليوم. إن بيد الأب إن أحسن القيام بواجبه أن ينشئ ابنه على الولاء والإيمان والشجاعة، وضبط النفس والثقة بها. بيده أن يفجر ما بنفس الطفل من ينابيع الخير والسخاء والحماس للحياة.
إن للأب في الأسرة وتنشئة الأبناء دورا لا يقل أهمية عن دور الأم، ولذلك يخطئ الأب كثيرا إذا شغلته متاعب الحياة عن أسرته، وقضي معظم وقته بعيدا عنها، تاركا الأمر للأم وحدها؛ ذلك لأن دوره يختلف عن دورها إلى حد ما، ولا تستطيع هي أن تعوض أبنائها النقص الذي ينشأ عن تغيبه عنهم أو عدم العناية بالإشراف عليهم ومصاحبهم. مقولات الأبوة الحكيمة في توفير الصحة النفسية للأبناء (1) عليه أن يشعر الصغير بحبه له، وعنايته به منذ وقت مبكر من حياته: حقا وأننا نعلم أن مسئولياته الاجتماعية ووظيفته في المجتمع تجعل مركزه غير سهل كمركز الأم في كسب مودته وإشعاره بالحب والحنان، ولكن ذلك لا يعفيه من أن يحاول الاقتراب من ابنه منذ السنين الأولى من حياته، كما عليه أن يستغل نمو الصغير حين يبدأ المشى، واستخدام اللغة في تدعيم العلاقة معه هذا السن تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية لها روح الود والمحبة، ولا تركتن إلى قضاء حاجاته الفسيولوجية، كما في السنة الأولى. مثل هذه المعاملة من جانب الأب تساعد على: 1- اطراد نمو الطفل، وشعوره بالأمن، والرضي الناتج عن تمتعه بمحبة والديه، كما تساعد على تكامل شخصيته هو واستقراره النفسي كأب. 2- مر علاقة الصغير بوالده كلما تقدم به العمر حتي يصبح الاب ومصاحبته من الأمور البالغة الأهمية للطفل حتي سن العاشرة، فهو مثله الأعلى، وموضع ثقته. وليس أدل على ذلك من نتائج الإيجابيات التي سئلت فيها مجموعة من الأطفال بين سن الخامسة والسابعة عشر عن شخصية يعجب بها كل، وتتخذ منها مثلا أعلى في الحياة، فكان الأب لدى أغلبية الصغار بين سن الخامسة والعاشرة هي أنه الشخصية التي يعجبون بها ويريدون تتبع خطاها هي "الأب". بينما ذكر أغلبية مراهقي السابعة عشر أسماء أشخاص آخرين غير آبائهم، وليس من الضروري أن يكونوا في البيئة المحيطة. (2) عليه أن يهيئ نفسه للأبوة وتضحيات الأبوة: بأن يحاول أن يشترك مع الأم كلما سنحت له الظروف بمساعدتها في رعاية أطفالها والعناية بهم وبحاجاتهم اليومية. ولهذا الاتجاه الأبوي أهمية كبيرة خصوصا في حالة الطفل الأول؛ لأن هذا التعاون في الأسرة المتفاهمة السعيدة محبب إلى النفس كما أنه تدريب جميل على مسئوليات الأبوة، وتمرين على تغيير عاداته اليومية، فهو في هذه الحالة لا ينتظر من زوجته أن تعطيه كل عنايتها ووقتها، ولا ينتظر من أسرته السهر على خدمته دائما.. بل يجد نفسه مساقا إلى أن يسخر نفسه لخدمة أطفاله. (2) عليه أن يقضى مع أبنائه بعض الوقت يوميا: وذلك كي يشعرهم بأنه على اتصال دائم بهم، بعد أن ثبت أن استمرار العناية واتصال الود من الأمور المهمة الباعثة على استقرار الأطفال وأمنهم النفسي، وعليه أن يفكر في أن يشغل هذا الوقت بطريقة ممتعة ومحببة لهم، وعاملة على تدعيم علاقته بهم.. فيظهر اهتمامه بهواية خاصة يميل إليها أحد أبنائه، وينصت إلى الآخر وهو يقص عليه مغامراته اليومية، ويبدى إعجابه بحركة أو كلمة نطق بها ثالث من أطفاله... وهكذا بمكنه في هذه المدة القصيرة نسبيا أن ينزل إلى مستوي أبنائه، ويتمتع معهم بوقت طيب لا ينسونه ولا ينساه. (4) عليه أن يعمل على أن يسود جو الأسرة الوفاق الهدوء: وأن تكون علاقته بالأم علاقة طيبة، ولذلك كانت مهمة اختيار شريكة الحياة من المهام الخطيرة والمهمة. وعليه مهما كان الأمر فعليه أن يتحكم في غضبه، ويقلل من إظهار هذا الانفعال أمام أبنائه، وأن يتغاضي بقدر الإمكان عن أخطاء زوجته وأبنائه التافهة إن وجدت.. وأن يعمل: موجها، ومرشدا لهم فينبههم إلى ما يراه أخطاء بطريقة لطيفة هادئة، بعيدة عن الأمر والنهي، حتى لا يثير مقاوتهم ورغبتهم في التمرد على سلطته. وعليه أن يعمل بقدر الإمكان على أن يتفق مع زوجته على طريقة منسقة في معاملتهما للأبناء؛ لأنه ليس أخطر على تنشئة الصغار من اختلاف الأبوين في طريقة المعاملة.. وكثيرا ما يؤدى هذا الاختلاف إلى انحراف الصغار، وصعوبة تكيفهم للوسط الذي يعيشون فيه. (5) عليه تعليم أبنائه الذكور أنماط السلوك الاجتماعي المميز لجنسهم من أفراد المجتمع: ويكون قدوة لهم في التصرف والسلوك، والمثل الصالح الذي يقربه لأبنائه فيقلدونه دون عناء.. وبطريقة شعورية أحيانا، ولا شعورية أحيانا أخرى. وعليه أيضا يهيىء لهم مواقف حقيقية، تتيح لهم ممارسة هذه الفضائل والعادات ممارسة فعلية على مستوي بسيط حتى تصبح عادة متأصلة في نفسهم. (6) على الأب أن يعمل على كسب ثقة أبنائه وبناته ومودتهم: لدرجة يتخذون منه صديقا حكيما، ويلجؤون إليه كلما أعيتهم الحيل إلى حل مشكلة من مشكلات الحياة، التي كثيرا ما تصادفهم في هذه السن، ويسرون إليه بأسرارهم، ويتمتعون بذلك الشعور الجميل الذي يتميز بالراحة النفسية، والاطمئنان الذي يشعر به المرء إذا كان له شخص قوى موثوق به.. يأتمنه على أسراره ويمكن القول، مع الأسف، أن معظم الآباء والأمهات في مصر لا يهتمون بصداقة أبنائهم وبناتهم، وتشجيعهم على الالتجاء إليهم وقت الحيرة والقلق، واستدل على ذلك من بحث أجرى على مجموعة كبيرة من البنات.. إذ نفت الأغلبية العظمى منهن أنهن يلجأن إلى أمهاتهن أو آبائهن بأي سر من أسرارهن.. وذكر البعض أنهن لم يتعودن ذلك. (7) عليه مشاركة الأم في تنشئة الأبناء: على الأب أن يشارك الأم، سواء كانت تعمل في الخارج أو لا تعمل في أعباء المنزل ورعاية الأبناء.. ففي ذلك مصلحة صحية له ولهم جميعا. فرعاية الأبناء تضيف إلى حياة الكبار إشراقا لا سبييل لهم إلى اختياره عن غير هذا الطريق.. يضاف إلى ذلك: أن إشراك الأب في أعباء المنزل ورعاية الأبناء هو التجسيد العملي للرعاية بمفهوم المساواة والمشاركة، والتعاون في العلاقة بينه وبين زوجته.. وهو أيضا الوسيلة الوحيدة لخلق المناخ الصحي والسليم في العلاقة بين أفراد الأسرة جميعا.. وفي مثل هذا المناخ، سوف يكون للأب دوره المؤثر الفعال في مساعدة أبنائه على تحقيق أهداف التنشئة السليمة: وهي تنمية ما لديهم من إمكانات ذهنية ووجدانية إلى أقصي غاياتها، وتهيئة الفرص الملائمة لاختيار وجودهم كعامل محفز لهم للسير في طريق التقدم، والارتقاء، دون محاولة صب شخصياتهم في القلوب، التي يريدها الكبار لهم، وفي سبيل تحقيق ذلك يستطيع الأب يساهم بالكثير. ( على الأب توفير السعادة للأم: ينبغي على الأب يتيح للأم فرصة تحقيق الصحة والسعادة، وراحة البال لا وفاء بحقها فحسب، ولكن تلبية لالتزامه الأول إزاء أبنائه أيضا؛ ذلك أن الطفل مخلوق شديد الحساسية لكل ما يجري حوله بوجه عام، والعلاقة بين والديه على وجه الخوص.. فإذا لمس من هذه العلاقة الحب والتعاون غمرة الشعور بالرضي عن الحياة والاطمئنان إليها، والإقبال عليها.. كان هذا الشعور تمهيدا مساندا ومعينا له، حين يكون عليه أن يمارس الحياة فيما بعد. كما أنه يقوم بدور السند المعنوي لزوجته؛ لا لأن ذلك يبعث فيها الإشراق ويدفعها إلى الإقبال، ويطلق طاقاتها إلى جهد مؤثر وبناء فحسب، لكن أيضا لأن عملية التنشئة مهما يكن مقدار الحرية التي تتاح فيها للصغير، لا بد أن تنطوي على بعض القيود بالنسبة لرغباته. ومن أهم أصول التنشئة أن يشعر الصغار بأن والأم لهما رأي واحد في هذا الاتجاه، لان إدراكهم وجود اختلاف بين والديهم خليق بأن يصبهم بالحيرة والقلق والانزعاج أو قد يحفزهم ذلك على محاولة الانحياز لأحدهما دون الآخر، واللعب على اختلافهما لتحقيق رغباتهم، وبراعة الأطفال في هذا المجال تفوق أي تصور أو توقع الكبار. (9) على الأب خلق المناخ الصحي الملائم بالأسرة: ينبغى على الأب أن يجعل من وجوده في حياة الأسرة سبيلا؛ لكي يتعرف الصغار على ما له من صفات ايجابية تعينهم على التعرف عليها، والتوحد معها على تكوين شخصياتهم ونضجها، وليس معني هذا أن يحاول الأب فرض صفاته الشخصية على الصغار بأي حال، ولكن معناه أن يعمل الأب على خلق المناخ الصحي الملائم بالأسرة؛ لأن هذا المناخ خلفية لا بد منها، ليكون وجوده في الأسرة عامل إثراء لشخصية الأطفال. وفي هذا المجال، فإن الأبناء يكونون مثلهم العليا، ولو بصورة جزئيه على الأقل فيما يرونه في الأب؛ فالأب الذي له وجود واضح وسليم في حياة أسرته، يمكنه أن يمنع عن أبنائه الكثير من معوقات النمو وانحرافاته. (10) على الأب أن يقف من الطفل موقفا فيه الحزم أحيانا: وكذلك فيه قدر من الحد من نشاطه، ومنه الإجابة لرغباته؛ لأن الأب مهما كان في رقته وهدوءه يمثل بالنسبة للصغير السلطة.. والصغير يحتاج نفسيا إلى وجود السلطة في حياته؛ لأنها هي التي تساعده على تمثل القيم والمفاهيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، وهي التي تكفه عن الانطلاق وراء نزواته الطفولية، وأهوائها، وتساعده على الاستقرار النفسي اللازم لعملية التكيف الاجتماعي. (11) على الأب أن يكون مصدرا للحنان: إن مهمة الأب كمركز للسلطة لا تتنافي مع مهمته كمصدر للحنان، فحنان الأب لازم لصحة الطفل النفسية لزوم حنان الأم، فإظهار الحنان للصغار وبخاصة الصبيان، منهم لا يتعارض مع رجولة الكبار، ولا يتعارض مع النمو بل على العكس هو الصحيح.. إن الصبي الذي يلقي الحنان صغيرا يلقي مع الحنان الإشباع لحاجة نفسية ملحة، وهي حاجته إلى أن يشعر أنه مقبول ومحبوب. - إذا لقيت هذه الحاجة الإشباع: فسوف يشب وهو لا يطيق أن يري الحرمان يعاني منه الغير، وسيعمل جاهدا على مكافحة هذا الحرمان.. سيشب على وجدان اجتماعي يتلخص في صفة الشهامة، والشهامة من أهم صفات الرجولة. ولو صبر كل أب على صغيره قليلا، وأعطاه وقته بعض الوقت لتحاشي كثيرا من عوامل القلق، والهم، والخطيئة والعدوان التي كثيرا ما تفتك بنفوس الصغار. إن الطفل يحتاج إلى هذه اللفتات من أبيه: يستجيب لها، وليس أفضل من إدخال الطمأنينة على نفس الطفل، وفي تقويم سلوكه من أن يشعر أن أباه يقوم بدوره كأب يرعى مصلحته، ويرقب أخطاءه ويرده عنها في أسلوب هو الحزم والعطف معا. ولا يضن بالثناء إذا أصاب، ويعامله بنزاهة انفعالية تجعله دائما وفي جميع الأحيان جديرا بالثقة وأهلا بالاعتماد. (12) على الأب تحويل أنانية الطفل إلى حب الغير: الطفل في البواكير الأولى من حياته كائن أناني، لا يعرف إلا نفسه، لا يحيا إلا لها. والأبوة الرشيدة الناجحة هي التي تعمل في دأب، على تحويل قدر من الأنانية إلى حب الغير حتى إذا أدرك مرحلة المراهقة، كان مستطيعا عن طريق ما أنهج له من فرص الإعطاء والمشاركة وعن طريق المناقشات الودية في بعض الأحيان، ثم عن طريق المثال: الذي يراه من والديه- فليس في الواقع أفضل من هذا المثال في نفوس الصغار- كان مستطيعا أن يكون لنفسه معيارا للقيم الخلقية، فيكون حب الغير ورعاية حقوقهم من مقوماته الأساسية. (13) على الأب تشجيع أبنائه وتقديرهم: إن الأبناء في حاجة إلى أن يقلوا التشجيعن ويطمئنوا إلى الموافقة والقبول من أبيهم، ينعموا بحياة فيها الشجاعة والتعاون. إن شعور الطفل بتقدير أبيه لما يفعل خليق بأن ينبه فيه خير ما عنده، ويبعث لديه الحماس للقيام بخير ما يستطيع. فكلمة التشجيع التي يحظي بها من أبيه متى أعطيت في حينها، هي الحجر الأساسي في تكون الثقة بالنفس، وهي صفة لا بد منها، لإمكان التقدم فيما بعد. إن قدرات الطفل تنمو مع التشجيع، وتضمر باللوم والتثبيط. وشعوره بأنه يلقى الثقة والتقدير والاحترام من أبيه خليق بأن ينمى في نفسه صفات الشجاعة، والعزم، والاتزان.. وهي دائما من مقولات الشخصية الخلاقة. (14) على الأب تجنب النقد اللاذع والتفرقة بين أبنائه: الأب مسئول عن أن يسود حياة الأسرة جو المودة والحب والاحترام، وأن ينفض عنها النقد اللاذع إذا كان مركزا على فرد بعينه في الأسرة لأي سبب من الأسباب؛ فإن الجو المشبع بالاحترام ينقل إلى الأطفال ويعلمهم كيف يحترم يعضهم بعضا. وكذلك: على الأب أن يتجنب، ثم يتصدى لأي بادرة تفرقة بين الولد والبنت، فإن هذا التميز هو البذرة الأولى التي ينبت منها، وتنفرج عنها كل انحرافات العلاقة بين الجنسين فيما بعد: فالأب الذي يضع نصب عينيه أن ينشئ ابنه على احترام الغير وحقوقهم ومعتقداتهم ومساهمتهم، إنما يساعده على أن يطل على الحياة من أفق واسع وعلى أن ينظر إلى مسائلها ومشكلاتها بنظرة موضوعية متحررة من آثار التحيز والهوي. (15) على الأب ضرورة عدم نقل هموم العمل إلى المنزل: من الخير أن يذكر الأب دائما أنه لا بد من افصل بين العمل والمنزل، فصلا تاما بقدر الإمكان.. ومعني هذا ألا ينقل هموم العمل ومتاعبه معه إلى البيت. إن البيت مكان يختلف كل الاختلاف عن العمل. وجو البيت من أجل ذلك جانب أن الصغار لا يستطيعون فهم العمل ومتاعبه، وبالتالي لا يستطيعون المساعدة فيها. ومن ثم فإن ترك هموم العمل حيث هي أمر حتمي، إذا شاء الأب أن ينهض بالتزاماته في تنشئة الصغار على خير وجه. ويضاف إلى ذلك: أن نقل هموم العمل إلى المنزل خليق بأن يجعل الأب ضيق الخلق، سهل الإثارة، وهذا أمر قد يفسر بواسطة الصغار أنه صد لهم. واعتداء عليهم، لأن الصغار شديد و الحساسية في هذا الأمر، وليس في وسعهم أن يفهموا باعثه الحقيقي، ولا أن يردوا له سبب آخر. (16) على الأب أن يتجنب معاملة أبنائه على أساس الأمر والنهي والعقاب: إذا ألحت على الطفل بعض رغباته، وهي لا بد أن تلح عليه أحيانا، فدفعت به إلى محاولة الانطلاق خارج الحدود التي تتضمنها مصلحته، ففي وسع الأب، ومن واجبه، أن يعطيه في حديث قصير إيضاحا لمدلول السلوك الذي يراد له قدر من الضبط.. والطفل كائن منطقي معتدل، يستجيب إذا لقي الاحترام، وعوامل على مستوى إنسانيته. أما معاملته على أساس الأمر والنهي والعقاب، فإنها تثير في نفسه كثيرا من أسباب الهم والقلق والخطيئة والعدوان، فوق أنها تؤدي إلى أن يرى أباه في صورة المتسلط الباطش الغاشم لا الموجه الصديق الهادئ.. شتان بين الصديقين تأثرا في نفس الطفل. وأخيرا: مما سبق نرى أن الدور الذي يستطيع الأب القيام به في تنشئة أبنائه دور عظيم القدر والخطر.. ولو قام كل أب بواجبه في هذا الصدد على النحو الذي ينبغي، كان لنا أن نرجو أن يجئ عالم الغد خير من عالم اليوم. إن بيد الأب إن أحسن القيام بواجبه أن ينشئ ابنه على الولاء والإيمان والشجاعة، وضبط النفس والثقة بها. بيده أن يفجر ما بنفس الطفل من ينابيع الخير والسخاء والحماس للحياة.
مواضيع مماثلة
» اتكيت التربية.. من الآباء للأبناء
» إتيكيت التربية من الآباء للأبناء
» السلوك الإسلامي والصحة
» ما هى العلاقة بين مؤشر الوزن المثالى والصحة؟
» الدعم الأسرى و حنان الأمومة بداية تقويم وعلاج الإدمان للأبناء
» إتيكيت التربية من الآباء للأبناء
» السلوك الإسلامي والصحة
» ما هى العلاقة بين مؤشر الوزن المثالى والصحة؟
» الدعم الأسرى و حنان الأمومة بداية تقويم وعلاج الإدمان للأبناء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى