الفتح العمري وبناء مسجد الأقصى
صفحة 1 من اصل 1
الفتح العمري وبناء مسجد الأقصى
الفتح العمري وبناء مسجد الأقصى
بعد المعارك الحاسمة – اجنادين وفحل واليرموك – والتي شهدتها أرض الشام المباركة قدم أبو عبيدة عامر بن الجراح على عمرو رضي الله عنهما وهو محاصر إيلياء (القدس). ثم طلب أهلها الأمان والصلح, على أن يكون الخليفة عمر بن الخطاب هو الذي يتولى بنفسه تسلم بيت المقدس وعقد الصلح, فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك فقدم عمر فنزل الجابية من دمشق ثم صار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها, وتسلم بيت المقدس بنفسه من صفرونيوس بطريرك القدس عام 16هـ. وصدرت العهدة العمرية ونص فيها على أن لا يسكن إيلياء أحد من اليهود .
ودخل عمر رضي الله عنه القدس عن طريق جبل المكبر ثم أتى موضع المسجد الأقصى فصلى فيه تحية المسجد, ويٌروى أنه صلى في محراب داود, وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد فقرأ في الأولى بسورة ص وسجد فيها والمسلمون معه وفي الثانية ببني إسرائيل (الإسراء) وجعل المسجد في قبلة بيت المقدس.
روى الإمام أحمد عن طريق عبيد بن آدم قال: (سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب الأحبار: أين ترى أن أًصلي؟ فقال: إن أخذت عني, صليت خلف الصخرة, وكانت القدس كلها بين يديك, فقال عمر: ضاهيت اليهودية. لا, ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فتقدم إلى القبلة فصلى, ثم جاء فبسط رداءه, فكنس الكناسة في ردائه, وكنس الناس) .
وبعد انقضاء عهد الخلفاء الأربعة الراشدين تلى عهد الأمويين ثم عهد العباسيين ثم الطولونيين والاخشيديين, وفي كل تلك العهود كان المسجد الأقصى وبيت المقدس مصاناً معظماً في أيدي المسلمين قروناً طويلة, قام الخلفاء خلالها بإصلاحات وتوسيعات عديدة في مسجد الأقصى.
2- مملكة نصرانية في بيت المقدس في القرن السادس الهجري:
رُزء المسلمون بالدولة العبيدية (297 – 567) والمسماة زوراً بالدولة الفاطمية, ظاهرهم الرفض** وحقيقتهم الكفر المحض, وقد وصف ابن كثير وغيره من المؤرخين ملوك الدولة العبيدية بأنهم من أنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة, وقد ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات, وكثر أهل الفساد, وقل عندهم الصالحون والعلماء، وكثر بأرض الشام النصيرية والدرزية والحشيشية, وتغلب الفرنج على الساحل, وفي فلسطين قربوا اليهود والنصارى, وتزاوجوا منهم وأبرموا المعاهدات مع الدولة البيزنطية النصرانية.
قال الذهبي: وقد أجمع علماء المغرب على محاربة آل عبيد, لما شهدوه من الكفر الصراح الذي لا حيلة فيه) , وفي حوادث سنة (381)هـ ضرب رجل من أهل مصر وطيف به في المدينة لأنهم وجدوا عنده كتاب الموطأ للإمام مالك) .
وقعت القدس تحت طائلة الحكم العبيدي في عهد الحاكم الفاطمي المعز لدين الله, حيث احتل قائده جوهر الصقلي فلسطين 969م فكان حكمهم لبلاد المسلمين آنذاك من الأسباب الرئيسية في النكبة الصليبية, حيث أقام الأوروبيون بالقدس مملكة نصرانية، حيث سارت كتلة الجيش الصليبي نحو إنطاكية فسقطت سنة 1098م. وتقدم الصليبيون نحو الجنوب دون أن يجدوا مقاومة تذكر نحو بيت المقدس واقتحموا أسوارها في سنة 1099م وأنزلوا بأهلها مذبحة قتل فيها سبعون ألفاً من سكانها، وعاثوا فيها فساداً وخراباً دونما اكتراث لقدسيتها, وحولوا المسجد الأقصى إلى كنيسة, ومكاناً لسكن خيولهم .
ولكن الله تعالى قيض صلاح الدين الأيوبي, الذي بدأ طريق فتح القدس بإسقاط الدولة العبيدية الباطنية أولا, ثم ارجع مصر إلى السنة , وأقام الخطبة للخليفة العباسي بعد أن انقطعت الخطبة للعباسيين بمصر (208) سنة , ووحّد مصر والشام, ومن ثم قاد حملات مركزة ضد قلاع الصليبيين القريبة حتى هزم الصليبيين في معارك عديدة كان أهمها معركة حطين (قرب بحيرة طبرية), في 25/ربيع الثاني 83هـ, وفي السابع والعشرين من شهر رجب من نفس السنة وفي يوم جمعة أظفره الله بالفتح الأعظم فتح بيت المقدس, وعاد الأذان إلى منابرها, وعاد المسجد الأقصى بعد غياب أحد وتسعين سنة, وأرسل إليه ملك الإنجليز يساومه في أمر سكنى النصارى بيت المقدس فأجابه السلطان صلاح الدين: (إن القدس ليس لكم من حديث سوى الزيارة) . فانتهى بذلك دور الصليبيين، فكانوا من الغزوات العابرة, ولن يكون حظ اليهود اليوم بمساعدة الغرب الصليبي بأفضل من مصير الصليبيين في الماضي بإذن الله تعالى الغالب على أمره.
بعد المعارك الحاسمة – اجنادين وفحل واليرموك – والتي شهدتها أرض الشام المباركة قدم أبو عبيدة عامر بن الجراح على عمرو رضي الله عنهما وهو محاصر إيلياء (القدس). ثم طلب أهلها الأمان والصلح, على أن يكون الخليفة عمر بن الخطاب هو الذي يتولى بنفسه تسلم بيت المقدس وعقد الصلح, فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك فقدم عمر فنزل الجابية من دمشق ثم صار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها, وتسلم بيت المقدس بنفسه من صفرونيوس بطريرك القدس عام 16هـ. وصدرت العهدة العمرية ونص فيها على أن لا يسكن إيلياء أحد من اليهود .
ودخل عمر رضي الله عنه القدس عن طريق جبل المكبر ثم أتى موضع المسجد الأقصى فصلى فيه تحية المسجد, ويٌروى أنه صلى في محراب داود, وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد فقرأ في الأولى بسورة ص وسجد فيها والمسلمون معه وفي الثانية ببني إسرائيل (الإسراء) وجعل المسجد في قبلة بيت المقدس.
روى الإمام أحمد عن طريق عبيد بن آدم قال: (سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب الأحبار: أين ترى أن أًصلي؟ فقال: إن أخذت عني, صليت خلف الصخرة, وكانت القدس كلها بين يديك, فقال عمر: ضاهيت اليهودية. لا, ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فتقدم إلى القبلة فصلى, ثم جاء فبسط رداءه, فكنس الكناسة في ردائه, وكنس الناس) .
وبعد انقضاء عهد الخلفاء الأربعة الراشدين تلى عهد الأمويين ثم عهد العباسيين ثم الطولونيين والاخشيديين, وفي كل تلك العهود كان المسجد الأقصى وبيت المقدس مصاناً معظماً في أيدي المسلمين قروناً طويلة, قام الخلفاء خلالها بإصلاحات وتوسيعات عديدة في مسجد الأقصى.
2- مملكة نصرانية في بيت المقدس في القرن السادس الهجري:
رُزء المسلمون بالدولة العبيدية (297 – 567) والمسماة زوراً بالدولة الفاطمية, ظاهرهم الرفض** وحقيقتهم الكفر المحض, وقد وصف ابن كثير وغيره من المؤرخين ملوك الدولة العبيدية بأنهم من أنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة, وقد ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات, وكثر أهل الفساد, وقل عندهم الصالحون والعلماء، وكثر بأرض الشام النصيرية والدرزية والحشيشية, وتغلب الفرنج على الساحل, وفي فلسطين قربوا اليهود والنصارى, وتزاوجوا منهم وأبرموا المعاهدات مع الدولة البيزنطية النصرانية.
قال الذهبي: وقد أجمع علماء المغرب على محاربة آل عبيد, لما شهدوه من الكفر الصراح الذي لا حيلة فيه) , وفي حوادث سنة (381)هـ ضرب رجل من أهل مصر وطيف به في المدينة لأنهم وجدوا عنده كتاب الموطأ للإمام مالك) .
وقعت القدس تحت طائلة الحكم العبيدي في عهد الحاكم الفاطمي المعز لدين الله, حيث احتل قائده جوهر الصقلي فلسطين 969م فكان حكمهم لبلاد المسلمين آنذاك من الأسباب الرئيسية في النكبة الصليبية, حيث أقام الأوروبيون بالقدس مملكة نصرانية، حيث سارت كتلة الجيش الصليبي نحو إنطاكية فسقطت سنة 1098م. وتقدم الصليبيون نحو الجنوب دون أن يجدوا مقاومة تذكر نحو بيت المقدس واقتحموا أسوارها في سنة 1099م وأنزلوا بأهلها مذبحة قتل فيها سبعون ألفاً من سكانها، وعاثوا فيها فساداً وخراباً دونما اكتراث لقدسيتها, وحولوا المسجد الأقصى إلى كنيسة, ومكاناً لسكن خيولهم .
ولكن الله تعالى قيض صلاح الدين الأيوبي, الذي بدأ طريق فتح القدس بإسقاط الدولة العبيدية الباطنية أولا, ثم ارجع مصر إلى السنة , وأقام الخطبة للخليفة العباسي بعد أن انقطعت الخطبة للعباسيين بمصر (208) سنة , ووحّد مصر والشام, ومن ثم قاد حملات مركزة ضد قلاع الصليبيين القريبة حتى هزم الصليبيين في معارك عديدة كان أهمها معركة حطين (قرب بحيرة طبرية), في 25/ربيع الثاني 83هـ, وفي السابع والعشرين من شهر رجب من نفس السنة وفي يوم جمعة أظفره الله بالفتح الأعظم فتح بيت المقدس, وعاد الأذان إلى منابرها, وعاد المسجد الأقصى بعد غياب أحد وتسعين سنة, وأرسل إليه ملك الإنجليز يساومه في أمر سكنى النصارى بيت المقدس فأجابه السلطان صلاح الدين: (إن القدس ليس لكم من حديث سوى الزيارة) . فانتهى بذلك دور الصليبيين، فكانوا من الغزوات العابرة, ولن يكون حظ اليهود اليوم بمساعدة الغرب الصليبي بأفضل من مصير الصليبيين في الماضي بإذن الله تعالى الغالب على أمره.
مواضيع مماثلة
» هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم فوق ترابه
» إستراتيجية اليهود لهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه
» المنظمات والجماعات اليهودية المعنيّة بهدم الأقصى وبناء الهيكل
» مسجد السلطان حسن - القاهرة
» مسجد عمرو بن العاص
» إستراتيجية اليهود لهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه
» المنظمات والجماعات اليهودية المعنيّة بهدم الأقصى وبناء الهيكل
» مسجد السلطان حسن - القاهرة
» مسجد عمرو بن العاص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى