المسجد الأقصى في قبضة اليهود
صفحة 1 من اصل 1
المسجد الأقصى في قبضة اليهود
المسجد الأقصى في قبضة اليهود
حكم الأيوبيون القدس بعد خروج الصليبيين، ثم حكمها المماليك ثم العثمانيون, وفي آخر عهد بني عثمان, كانت بفلسطين جالية يهودية صغيرة جداً لا تتجاوز تسعة آلاف وسبعمائة نسمة موزعين بين القدس والجليل وصفد وطبريا وباسم الامتيازات الأجنبية التي فرضت على الدولة العثمانية الضعيفة من قبل الدول الأوربية, أ قامت بريطانيا أول قنصلية غربية في القدس عام 1255هـ / 1839م, وجهت معظم جهودها لحماية الجالية اليهودية , واستقدامهم من الخارج لاسباب ودوافع استعمارية.
وفي عام 1895م / 1313هـ أصدر اليهودي النمساوي هرتزل كتابه (الدولة اليهودية) قرر فيه (إن المسالة اليهودية ليست مسألة اجتماعية أو دينية, بل هي مسألة قومية لا يمكن حلّها إلاّ عن طريق تحويلها إلى قضية سياسية عالمية يتم تسويتها على يد الدول الكبرى مجتمعة) , وتمكنت الصهيونية في هذه الأثناء من استمالة الأوربيين لأ فكارها: فالمتدين النصراني الأوربي دخلت إلى نفسه فكرة شعب الله المختار وأرض الميعاد وهو يؤمن كنصراني بالعهد القديم, وأما غير المتدين فرغب أن يتخلص من استغلال اليهود وجشعهم عن طريق تأييد الصهيونية في البحث عن أرض يتجمعون فيها, فتستريح أوروبا منهم كما قال وزير خارجية قيصر روسيا وهيرتزل يحدثه ويطلب منه تشجيع الهجرة: (إننا نعطي مثل هذا التشجيع على الهجرة بأن نركلهم بأقدامنا) .
قدمت جمعية (أحباء صهيون) طلباً للقنصل العثماني في أوديسا (روسيا) , يطلبون الإقامة في فلسطين فكان رد السلطان عن الحميد: (تحيط الحكومة العثمانية علماً جميع اليهود الراغبين في الهجرة إلى تركيا بأنه لا يسمح لهم بالاستقرار في فلسطين) ,فتوالت الضغوط الديبلوماسية عليه حتى تدخل السفير الأمريكي فقال السلطان: (إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت الإمبراطورية العثمانية قائمة) ,وقابل هيرتزل السلطان عبد الحميد سنة 1896م أي بعد إصداره كتاب (الدولة اليهودية) بسنة, فطلب السماح بإقامة مستعمرة واحدة في القدس, فقال السلطان: (إن الإمبراطورية العثمانية ملك العثمانيين الذين لا يمكن أن يوافقوا على هذا الأمر فاحفظوا أموالكم في جيوبكم) ,نجح هيرتزل بعد هذه المقابلة الفاشلة بسنة بعقد المؤتمر الصهيوني الأول سنة 1897م، وضم 204 مندوباً يمثلون جمعيات صهيونية متناثرة في أرجاء مختلفة من العالم, وحدد المؤتمر أهداف الصهيونية بما يلي: (إن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام) مما دفع السلطان عبد الحميد أن يصدر قراره المشهور الذي بلّغ به جميع ممثلي دول العالم في استنبول سنة 1900م بمنع الحجاج اليهود من الإقامة في فلسطين أكثر من ثلاثة شهور وعليهم تسليم جوازات سفرهم عند دخولهم أرض فلسطين.. وكل من لا يغادر البلاد خلال هذه المدة سيطرد بالقوة) ثم اصدر قراراً ثانياً سنة 1901م يحرِم فيه اليهود شراء أي قطعة أرض في فلسطين ولكن اليهود لم ييأسوا إذ شكل هيرتزل وفداً مع (قرصو) سنة 1902م وتوجه إلى السلطات بعروض مغرية , وطلب مقابلة السلطان فرفض السلطان عبد الحميد المقابلة, فدفعوا العروض إلى رئيس وزرائه (تحسين باشا), ما هي هذه العروض ؟:
1- مائة وخمسون مليون ليرة إنجليزية لجيب السلطان الخاص.
2- وفاء جميع ديون الدولة العثمانية البالغة 23 مليون ليرة إنجليزية ذهبية.
3- بناء أسطول لحماية الإمبراطورية بتكاليف قدرها مائة وعشرون مليون فرنك ذهبي.
4- تقديم قرض بـ(35) مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة.
5- بناء جامعة عثمانية في القدس.
فكان جواب السلطان عبد الحميد كما جاء في مذكرات هرتزل: (انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض فهي ليس ملك يميني بل ملك شعبي.. فليحتفظ اليهود بملايينهم عندهم، و إذا مزقت إمبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن..) ، فأرسل إليه (قرصو) برقية يقول فيها: (ستدفع ثمن هذه المقابلة من عرشك ونفسك) وقابل هيرتزل المستشار القانوني للحكومة المصرية بهدف الاعداد للتعاقد على استعمار سيناء والعريش لمدة 99سنة, ولكن المشروع فشل بجهود الدولة العثمانية فكان لا بدّ من إزالة هذه الدولة التي أصبحت حجر عثرة في طريق استيطان اليهود في فلسطين, فاتبعوا الأساليب التالية:
1- تشويه سمعة السلطان عبد الحميد واتهامه بالرجعية والاستبداد حتى أصبح ممقوتاً عند شعبه لما تملكه الصهيونية من شبكات وسائل الإعلام.
2- محاولة إثارة النعرات القومية, داخل الدولة العثمانية عن طريق الجمعيات الماسونية التي انضوى إليها بعض الشباب العرب والأتراك في باريس وبقيّة أوروبا, فظهرت فكرة القومية التركية (الطورانية) وفكرة القومية العربية.
3- حاولوا نسف المنصة التي يجلس عليها السلطان في صلاة الجمعة بسيارة متفجرات, فأنجاه الله.
4- اتصلوا بالضباط وكبار الموظفين من خلال المحافل الماسونية فطالبوا بإعلان الدستور والذي فيه (مساواة اليهود والنصارى مع المسلمين) واجبروه على الإعلان في 23 تموز سنة 1908م.
وخلال تسعة اشهر في 27ابرايل 1909م أقصى السلطان عبد الحميد الثاني من الحكم على يد( جمعية تركيا الفتاة) و(جمعية الاتحاد والترقي) الماسونيتين وبدأ التمهيد بعد ذلك لهجرة اليهود إلى فلسطين.
ثم وقف زعماء العرب آنذاك وعلى رأسهم الشريف حسين ملك الحجاز بجانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى, وأغمدوا أنصالهم في قلب تركيا مقابل وعود بريطانيا بإعطاء الشريف حسين ملك العرب.
يقول لورنس – ملك الصحراء العربية, وضابط المخابرات البريطانية, الذي أغرى بالثورة العربية وقادها ضد تركياً- في مذكراته: (إنني جدُّ فخور أنني في المعارك الثلاثين التي خضتها لم يرق الدم الإنجليزي لأن دم إنجليزي واحد أحب إليّ من جميع الشعوب التي نحكمها , ولم تكلفنا الثورة العربية سوى عشرة ملايين دينار).
واتفق اللنبي القائد الإنجليزي مع مصطفى كمال اتاتورك سراً قائد الجيش الثاني في فلسطين أن يسمح لخيالة اللنبي أن يضربوا مؤخرة الجيوش التركية الأربعة مقابل تسليم تركيا فيما بعد لأتاتورك وفعلاً انسحب أتاتورك ووقع مائة ألف من الجيوش التركية في أسر الإنجليز، ودخل اللنبي القدس في 9/11/1917م واطلق كلمته مدوية تعبيراً عن الحقد الصليبي العميق (الآن انتهت الحروب الصليبية). وهكذا تم تمهيد الطريق للاحتلال اليهودي للقدس..
ويمكن سرد الأحداث التاريخية لضياع فلسطين والمسجد الأقصى على النحو التالي:
1- في سنة 1897م مؤتمر بال بسويسرا.
2- في سنة 1907م كان العمل الماسوني المنظم لإسقاط السلطان عبد الحميد من أجل هجرة اليهود.
3- في سنة 1917م وعد لينين ووعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
4- في سنة 1927م زيادة بناء المستعمرات وشراء الأراضي من عائلات سرسق وتيانا والإنجليز.
5- في سنة 1937م بدأ إنشاء القوات النظامية لليهود, وأصبح لديهم عصابات إرهابية مسلحة لديها كميات من الأسلحة والذخيرة, اشترك فيلق يهودي مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية لأخذ الخبرة والتدريب.
6- في سنة 1947م قرار التقسيم الذي أقرته هيئة الأمم في 29 نوفمبر ثم حلّت جماعة الأخوان وبعد ذلك بعام تم إعلان دولة إسرائيل سنة 1948م ثم قتلت البنا في 12/2/1949م.
7- في سنة 1956م احتلت سيناء وغزة بعد ضرب الحركات الإسلامية.
8- في سنة 1967م وبعد إعدام سيد قطب الذي كان في أغسطس 1966م وإخوانه كانت النكبة الكبرى واحتلت كل فلسطين والجولان وسيناء.
9- في سنة 1977م الهجوم على لبنان وزيارة السادات للقدس, وبداية ضرب التجمعات الإسلامية على يده ومعاهدة كامب ديفيد والتي وقعت في 26/3/1979م.
10- في سنة 1982م بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بغزو لبنان تحت اسم "عملية سلامة الجليل" والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
11- وفي نفس السنة قام الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع قوات الكتائب النصرانية بتنفيذ مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها أكثر من 200 رجل وامرأة وطفل، والتي كان وراء تنفيذها المجرم أرئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك.
12- وفيها أيضاً خرج ياسر عرفات مع رجاله من بيروت عن طريق البحر على ظهر الباخرة (أتلانتس) التي تحمل العلم اليوناني.
13- 9/12/1987م انطلاق الانتفاضة الفلسطينية المباركة الأولى.
14- 14/12/1987م الإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بصدور أول بيان لها في الانتفاضة.
15- نوفمبر 1988م أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الطارئة المنعقدة في الجزائر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشريف واعترف ضمنياً "بإسرائيل" وذلك بقبول قراري مجلس الأمن 242، و 338.
16- 14/12/1988م الولايات المتحدة الأمريكية تقرر إقامة حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية.
17- 19/5/1989م اعتقال الشيخ أحمد ياسين بتهمة تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
18- 8/10/1990م استشهاد أكثر من 30 مصلياً وجرح 150 آخرين آثر قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليهم في ساحات المسجد الأقصى، وبعدها بثلاثة أسابيع افتتاح مؤتمر سلام الشرق الأوسط في مدريد بحضور أطراف الصراع، ورعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كراعيين للمؤتمر.
19- 17/12/1992م إبعاد 415 شخصاً من أعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.
20- وقع الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية ما يسمى بإعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو) في البيت الأبيض بواشنطن.
21- 25/2/1994م وقوع مجزرة (الحرم الإبراهيمي) في مدينة الخليل ضد المصلين أثناء سجودهم في صلاة الفجر يوم الجمعة من شهر رمضان على يد المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين.
22- 1/7/ 1994م دخل ياسر عرفات رئيس م.ت.ف إلى غزة وتسلم منصب رئيس سلطة الحكم الذاتي.
23- 26/10/1994م وقع الأردن والكيان الصهيوني معاهدة سلام بينهما في وادي عربة بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
24- 24/9/1995م التوقيع على اتفاقية طابا (اتفاق المرحلة الانتقالية) بين ياسر عرفات ووزير خارجية الكيان الصهيوني شمعون بيريز في القاهرة، والذي يحدد تفاصيل تنفيذ الحكم الذاتي في معظم الأراضي المأهولة بالفلسطينيين في المدن الرئيسة بالضفة الغربية.
25- 6/1/1996م استشهاد المهندس يحيى عيّاش قائد قوات الإستشهاديين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعد مطاردة استمرت أربع سنوات بتفجير الهاتف النقال الذي يستخدمه على يد جهاز الشاباك الصهيوني.
26- عقد مؤتمر شرم الشيخ في مصر – لمكافحة الإرهاب! - على خلفية العمليات الاستشهادية النوعية والمفاجئة التي نفذت في شهري فبراير ومارس من نفس العام، وتم فيه اتخاذ القرارات بتفويض من المجتمعين بمطاردة حركات المقاومة في فلسطين.
27- 1/10/1997م إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من المعتقل الصهيوني.
28- وفي سبتمبر 2000م انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية إثر زيارة الخنزير إرئيل شارون إلى المسجد الأقصى المبارك.. التي لا تزال مستمرة.
وهكذا استطاع اليهود, من شذاذ الآفاق. أن يؤسسوا (دويلتهم) على التوراة المحرفة, فجعلوها دولة عنصرية دينية تتبني ا لدين المنحرف بكل خرافاته وخزعبلاته ولا أدل على دينية الدولة مما يلي:
1. أسموا دولتهم بـ (إسرائيل) اسم يعقوب عليه السلام البرئ منهم براءة الذئب من دم يوسف عليهما السلام.
2. وجعلوا شعارها الرسمي (نجمة داود) السداسية, تتوسط علمهم. ينقشونها على صناعاتهم وأسلحتهم وطائراتهم بل وعلى هام جنودهم.
3. أبوا أن يجعلوا لدولتهم دستوراً مكتوباً, فدستورها الأعلى هو التوراة!
4. ولأن خارطة التوراة لإسرائيل ـ من النيل إلى الفرات ـ لم تكتمل فإنهم لا يرسمون لإسرائيل حدوداً رسمية حتى الآن.
حكم الأيوبيون القدس بعد خروج الصليبيين، ثم حكمها المماليك ثم العثمانيون, وفي آخر عهد بني عثمان, كانت بفلسطين جالية يهودية صغيرة جداً لا تتجاوز تسعة آلاف وسبعمائة نسمة موزعين بين القدس والجليل وصفد وطبريا وباسم الامتيازات الأجنبية التي فرضت على الدولة العثمانية الضعيفة من قبل الدول الأوربية, أ قامت بريطانيا أول قنصلية غربية في القدس عام 1255هـ / 1839م, وجهت معظم جهودها لحماية الجالية اليهودية , واستقدامهم من الخارج لاسباب ودوافع استعمارية.
وفي عام 1895م / 1313هـ أصدر اليهودي النمساوي هرتزل كتابه (الدولة اليهودية) قرر فيه (إن المسالة اليهودية ليست مسألة اجتماعية أو دينية, بل هي مسألة قومية لا يمكن حلّها إلاّ عن طريق تحويلها إلى قضية سياسية عالمية يتم تسويتها على يد الدول الكبرى مجتمعة) , وتمكنت الصهيونية في هذه الأثناء من استمالة الأوربيين لأ فكارها: فالمتدين النصراني الأوربي دخلت إلى نفسه فكرة شعب الله المختار وأرض الميعاد وهو يؤمن كنصراني بالعهد القديم, وأما غير المتدين فرغب أن يتخلص من استغلال اليهود وجشعهم عن طريق تأييد الصهيونية في البحث عن أرض يتجمعون فيها, فتستريح أوروبا منهم كما قال وزير خارجية قيصر روسيا وهيرتزل يحدثه ويطلب منه تشجيع الهجرة: (إننا نعطي مثل هذا التشجيع على الهجرة بأن نركلهم بأقدامنا) .
قدمت جمعية (أحباء صهيون) طلباً للقنصل العثماني في أوديسا (روسيا) , يطلبون الإقامة في فلسطين فكان رد السلطان عن الحميد: (تحيط الحكومة العثمانية علماً جميع اليهود الراغبين في الهجرة إلى تركيا بأنه لا يسمح لهم بالاستقرار في فلسطين) ,فتوالت الضغوط الديبلوماسية عليه حتى تدخل السفير الأمريكي فقال السلطان: (إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت الإمبراطورية العثمانية قائمة) ,وقابل هيرتزل السلطان عبد الحميد سنة 1896م أي بعد إصداره كتاب (الدولة اليهودية) بسنة, فطلب السماح بإقامة مستعمرة واحدة في القدس, فقال السلطان: (إن الإمبراطورية العثمانية ملك العثمانيين الذين لا يمكن أن يوافقوا على هذا الأمر فاحفظوا أموالكم في جيوبكم) ,نجح هيرتزل بعد هذه المقابلة الفاشلة بسنة بعقد المؤتمر الصهيوني الأول سنة 1897م، وضم 204 مندوباً يمثلون جمعيات صهيونية متناثرة في أرجاء مختلفة من العالم, وحدد المؤتمر أهداف الصهيونية بما يلي: (إن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام) مما دفع السلطان عبد الحميد أن يصدر قراره المشهور الذي بلّغ به جميع ممثلي دول العالم في استنبول سنة 1900م بمنع الحجاج اليهود من الإقامة في فلسطين أكثر من ثلاثة شهور وعليهم تسليم جوازات سفرهم عند دخولهم أرض فلسطين.. وكل من لا يغادر البلاد خلال هذه المدة سيطرد بالقوة) ثم اصدر قراراً ثانياً سنة 1901م يحرِم فيه اليهود شراء أي قطعة أرض في فلسطين ولكن اليهود لم ييأسوا إذ شكل هيرتزل وفداً مع (قرصو) سنة 1902م وتوجه إلى السلطات بعروض مغرية , وطلب مقابلة السلطان فرفض السلطان عبد الحميد المقابلة, فدفعوا العروض إلى رئيس وزرائه (تحسين باشا), ما هي هذه العروض ؟:
1- مائة وخمسون مليون ليرة إنجليزية لجيب السلطان الخاص.
2- وفاء جميع ديون الدولة العثمانية البالغة 23 مليون ليرة إنجليزية ذهبية.
3- بناء أسطول لحماية الإمبراطورية بتكاليف قدرها مائة وعشرون مليون فرنك ذهبي.
4- تقديم قرض بـ(35) مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة.
5- بناء جامعة عثمانية في القدس.
فكان جواب السلطان عبد الحميد كما جاء في مذكرات هرتزل: (انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض فهي ليس ملك يميني بل ملك شعبي.. فليحتفظ اليهود بملايينهم عندهم، و إذا مزقت إمبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن..) ، فأرسل إليه (قرصو) برقية يقول فيها: (ستدفع ثمن هذه المقابلة من عرشك ونفسك) وقابل هيرتزل المستشار القانوني للحكومة المصرية بهدف الاعداد للتعاقد على استعمار سيناء والعريش لمدة 99سنة, ولكن المشروع فشل بجهود الدولة العثمانية فكان لا بدّ من إزالة هذه الدولة التي أصبحت حجر عثرة في طريق استيطان اليهود في فلسطين, فاتبعوا الأساليب التالية:
1- تشويه سمعة السلطان عبد الحميد واتهامه بالرجعية والاستبداد حتى أصبح ممقوتاً عند شعبه لما تملكه الصهيونية من شبكات وسائل الإعلام.
2- محاولة إثارة النعرات القومية, داخل الدولة العثمانية عن طريق الجمعيات الماسونية التي انضوى إليها بعض الشباب العرب والأتراك في باريس وبقيّة أوروبا, فظهرت فكرة القومية التركية (الطورانية) وفكرة القومية العربية.
3- حاولوا نسف المنصة التي يجلس عليها السلطان في صلاة الجمعة بسيارة متفجرات, فأنجاه الله.
4- اتصلوا بالضباط وكبار الموظفين من خلال المحافل الماسونية فطالبوا بإعلان الدستور والذي فيه (مساواة اليهود والنصارى مع المسلمين) واجبروه على الإعلان في 23 تموز سنة 1908م.
وخلال تسعة اشهر في 27ابرايل 1909م أقصى السلطان عبد الحميد الثاني من الحكم على يد( جمعية تركيا الفتاة) و(جمعية الاتحاد والترقي) الماسونيتين وبدأ التمهيد بعد ذلك لهجرة اليهود إلى فلسطين.
ثم وقف زعماء العرب آنذاك وعلى رأسهم الشريف حسين ملك الحجاز بجانب بريطانيا في الحرب العالمية الأولى, وأغمدوا أنصالهم في قلب تركيا مقابل وعود بريطانيا بإعطاء الشريف حسين ملك العرب.
يقول لورنس – ملك الصحراء العربية, وضابط المخابرات البريطانية, الذي أغرى بالثورة العربية وقادها ضد تركياً- في مذكراته: (إنني جدُّ فخور أنني في المعارك الثلاثين التي خضتها لم يرق الدم الإنجليزي لأن دم إنجليزي واحد أحب إليّ من جميع الشعوب التي نحكمها , ولم تكلفنا الثورة العربية سوى عشرة ملايين دينار).
واتفق اللنبي القائد الإنجليزي مع مصطفى كمال اتاتورك سراً قائد الجيش الثاني في فلسطين أن يسمح لخيالة اللنبي أن يضربوا مؤخرة الجيوش التركية الأربعة مقابل تسليم تركيا فيما بعد لأتاتورك وفعلاً انسحب أتاتورك ووقع مائة ألف من الجيوش التركية في أسر الإنجليز، ودخل اللنبي القدس في 9/11/1917م واطلق كلمته مدوية تعبيراً عن الحقد الصليبي العميق (الآن انتهت الحروب الصليبية). وهكذا تم تمهيد الطريق للاحتلال اليهودي للقدس..
ويمكن سرد الأحداث التاريخية لضياع فلسطين والمسجد الأقصى على النحو التالي:
1- في سنة 1897م مؤتمر بال بسويسرا.
2- في سنة 1907م كان العمل الماسوني المنظم لإسقاط السلطان عبد الحميد من أجل هجرة اليهود.
3- في سنة 1917م وعد لينين ووعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
4- في سنة 1927م زيادة بناء المستعمرات وشراء الأراضي من عائلات سرسق وتيانا والإنجليز.
5- في سنة 1937م بدأ إنشاء القوات النظامية لليهود, وأصبح لديهم عصابات إرهابية مسلحة لديها كميات من الأسلحة والذخيرة, اشترك فيلق يهودي مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية لأخذ الخبرة والتدريب.
6- في سنة 1947م قرار التقسيم الذي أقرته هيئة الأمم في 29 نوفمبر ثم حلّت جماعة الأخوان وبعد ذلك بعام تم إعلان دولة إسرائيل سنة 1948م ثم قتلت البنا في 12/2/1949م.
7- في سنة 1956م احتلت سيناء وغزة بعد ضرب الحركات الإسلامية.
8- في سنة 1967م وبعد إعدام سيد قطب الذي كان في أغسطس 1966م وإخوانه كانت النكبة الكبرى واحتلت كل فلسطين والجولان وسيناء.
9- في سنة 1977م الهجوم على لبنان وزيارة السادات للقدس, وبداية ضرب التجمعات الإسلامية على يده ومعاهدة كامب ديفيد والتي وقعت في 26/3/1979م.
10- في سنة 1982م بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بغزو لبنان تحت اسم "عملية سلامة الجليل" والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
11- وفي نفس السنة قام الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع قوات الكتائب النصرانية بتنفيذ مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها أكثر من 200 رجل وامرأة وطفل، والتي كان وراء تنفيذها المجرم أرئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك.
12- وفيها أيضاً خرج ياسر عرفات مع رجاله من بيروت عن طريق البحر على ظهر الباخرة (أتلانتس) التي تحمل العلم اليوناني.
13- 9/12/1987م انطلاق الانتفاضة الفلسطينية المباركة الأولى.
14- 14/12/1987م الإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بصدور أول بيان لها في الانتفاضة.
15- نوفمبر 1988م أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الطارئة المنعقدة في الجزائر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشريف واعترف ضمنياً "بإسرائيل" وذلك بقبول قراري مجلس الأمن 242، و 338.
16- 14/12/1988م الولايات المتحدة الأمريكية تقرر إقامة حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية.
17- 19/5/1989م اعتقال الشيخ أحمد ياسين بتهمة تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
18- 8/10/1990م استشهاد أكثر من 30 مصلياً وجرح 150 آخرين آثر قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليهم في ساحات المسجد الأقصى، وبعدها بثلاثة أسابيع افتتاح مؤتمر سلام الشرق الأوسط في مدريد بحضور أطراف الصراع، ورعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كراعيين للمؤتمر.
19- 17/12/1992م إبعاد 415 شخصاً من أعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.
20- وقع الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية ما يسمى بإعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو) في البيت الأبيض بواشنطن.
21- 25/2/1994م وقوع مجزرة (الحرم الإبراهيمي) في مدينة الخليل ضد المصلين أثناء سجودهم في صلاة الفجر يوم الجمعة من شهر رمضان على يد المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين.
22- 1/7/ 1994م دخل ياسر عرفات رئيس م.ت.ف إلى غزة وتسلم منصب رئيس سلطة الحكم الذاتي.
23- 26/10/1994م وقع الأردن والكيان الصهيوني معاهدة سلام بينهما في وادي عربة بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
24- 24/9/1995م التوقيع على اتفاقية طابا (اتفاق المرحلة الانتقالية) بين ياسر عرفات ووزير خارجية الكيان الصهيوني شمعون بيريز في القاهرة، والذي يحدد تفاصيل تنفيذ الحكم الذاتي في معظم الأراضي المأهولة بالفلسطينيين في المدن الرئيسة بالضفة الغربية.
25- 6/1/1996م استشهاد المهندس يحيى عيّاش قائد قوات الإستشهاديين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعد مطاردة استمرت أربع سنوات بتفجير الهاتف النقال الذي يستخدمه على يد جهاز الشاباك الصهيوني.
26- عقد مؤتمر شرم الشيخ في مصر – لمكافحة الإرهاب! - على خلفية العمليات الاستشهادية النوعية والمفاجئة التي نفذت في شهري فبراير ومارس من نفس العام، وتم فيه اتخاذ القرارات بتفويض من المجتمعين بمطاردة حركات المقاومة في فلسطين.
27- 1/10/1997م إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من المعتقل الصهيوني.
28- وفي سبتمبر 2000م انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية إثر زيارة الخنزير إرئيل شارون إلى المسجد الأقصى المبارك.. التي لا تزال مستمرة.
وهكذا استطاع اليهود, من شذاذ الآفاق. أن يؤسسوا (دويلتهم) على التوراة المحرفة, فجعلوها دولة عنصرية دينية تتبني ا لدين المنحرف بكل خرافاته وخزعبلاته ولا أدل على دينية الدولة مما يلي:
1. أسموا دولتهم بـ (إسرائيل) اسم يعقوب عليه السلام البرئ منهم براءة الذئب من دم يوسف عليهما السلام.
2. وجعلوا شعارها الرسمي (نجمة داود) السداسية, تتوسط علمهم. ينقشونها على صناعاتهم وأسلحتهم وطائراتهم بل وعلى هام جنودهم.
3. أبوا أن يجعلوا لدولتهم دستوراً مكتوباً, فدستورها الأعلى هو التوراة!
4. ولأن خارطة التوراة لإسرائيل ـ من النيل إلى الفرات ـ لم تكتمل فإنهم لا يرسمون لإسرائيل حدوداً رسمية حتى الآن.
مواضيع مماثلة
» إستراتيجية اليهود لهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه
» واجبنا نحو المسجد الأقصى
» فضائل المسجد الأقصى
» المسجد الأقصى عبر القرون
» المسجد الأقصى وعهود بنى إسرائيل
» واجبنا نحو المسجد الأقصى
» فضائل المسجد الأقصى
» المسجد الأقصى عبر القرون
» المسجد الأقصى وعهود بنى إسرائيل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى