الإمام الشافعي
صفحة 1 من اصل 1
الإمام الشافعي
الإمام الشافعي
هو الإمام/ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف و كنيته ( أبو عبدالله ) ، ولد في غزة سنة 150 للهجرة ( ولد و عاش في العصر العباسي ) و توفى في مصر سنة 204 للهجرة عن عمر يناهز 54 عاماً ، و الإمام الشافعي هو أحد أئمة الفقه الأربعة و صاحب المذهب المقرون باسمه .
تلقي الإمام الشافعي الفقه و الحديث من شيوخ تباعد أماكنهم و اختلفت مناهجهم و منهم من ( مكة: سفيان بن عيينة و مسلم الزنجي ) ، ( المدينة: مالك ) ،( اليمن: مطرف بن مازن و عمر بن أبي سلمة و يحي بن حسان ) ،( العراق: وكيع بن الجراح و محمد بن الحسن ) ، لقد جمع الشافعي بين فقه أهل الرأي و فقه أهل الحديث بمقادير متعادلة و وضع موازين القياس و أول ما حاول ضبط السنة واضعا لها موازين و مقاييس و وضع الطرق لفهم الكتاب و السنة و بيان الناسخ و المنسوخ و أخذ بمبدأ الإجماع و بين أصله من الكتاب .
و قد قال فيه الإمام احمد بن حنبل : الشافعي فيلسوف في اللغة و اختلاف الناس و المعاني و الفقه ، و قال أيضاً ( يروى عن النبي < صلى الله عليه و سلم > أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة رجلاً يقيم لها أمر دينها ) فكان عمر لن عبدالعزيز على رأس المائة الأولى و أرجوا أن يكون الشافعي على رأس المائة الثانية .
شعر الإمام الشافعي : أهم الموضوعات التي تناولها في شعره حكمية في الدهر و ذم الزمان و في الخلان و في الحياة و تقلباتها و في النساء و الأدب و الأخلاق و السفر و المال و الموت و الآخرة و في العلم و العقل و العمل و الزهد ، و كلها مصطبغة بالصبغة الإسلامية .
و من أبرز ما أعجبني من شعره :
نعيب زماننا و العيب فـيـنـا و ما لزماننا عـيـب سوانـا
و نهجوا ذا الزمان بغيـر ذنب و لو نطق الزمان لنا هجانـا
و ليس الذئب يأكـل لحم ذئب و يأكل بعضنا بعضاً عيانـا
و إن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد عسى نكبات الدهر عنك تـزول
و لا خـيـر في ود امـرئ متلـون إذا الريح مالت ، مال حيث تميل
و ما أكـثـر الإخـوان حين تعدهـم و لكنهم فـي النائبات قـلـيـل
لا تحملن لمـن يـمـن من الأنـام عليك مـنـه
و اختـر لنفسك حظهـا و اصبر فإن الصبر جنه
منن الرجال على القلوب أشـد من وقـع الأسنـه
تموت الأسد في الغابات جوعاً و لحم الضأن تأكله الكلاب
و عبد قـد ينام على حـريـر و ذو نسب مفارشه التراب
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيـد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا
إذا سبني نذل تزايدت رفـعـة و ما العيب إلا أن أكـون مسابـبـه
و لو لم تكن نفسي علي عزيزة لمكنتها من كـل نـذل تـحـاربـه
و لو أنني أسعى لنفعي وجدتني كثير التـوانـي للذي أنا طـالـبـه
و لكنني أسعى لأنفـع صاحبي و عار على الشبعان إن جاع صاحبه
قالوا سكـت و قد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لـبـاب الشـر مفتاح
و الصمت عن جاهل أو أحمق شرف
و فيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى و هي صامتة ؟
و الكلب يخسى لعمري و هو نباح
إني صحبت الناس مالهـم عـدد و كنت أحسب أني قد ملأت يـدي
لما بلوت أخـلائـي وجدتـهـم كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
إن غبت عنهم فشر الناس يشتمني و إن مرضت فخيـر الناس لم يعد
و إن رأوني بخير ساءهم فرحـي و إن رأوني بشر سرهم نـكـدي
الـمـرء إن كان عاقلاً ورعـا أشغله عـن عيوب غيره ورعـه
كمـا العليل السقيم أشـغـلـه عن وجـع الناس كلهم وجـعـه
العبد حـر إن قـنـع و الحــر عبد إن طمع
فاقـنـع و لا تقنع فلا شيء يشين سوى الطمع
أرى حمرا ترعى و تعلف ما تهوى
و أسد جياعاً تظمأ الدهر لا تروى
و أشـراف قـوم لا ينالون قوتهـم
و قوماً لئاماً تاكل المن و السلوى
قضاء لـديـان الـخـلائـق سابق
و ليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون و صرفـه
تصبر للبلوى و لم يظهر الشكوى
دع الأيام تفعل مـا تـشـاء و طب نفساً إذا حـكـم القضاء
و لا تـجـزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنـيـا بـقـاء
و كن رجلاً على الأهوال جلداً و شيمتـك السماحة و الوفـاء
و إن كثرت عيوبك في البرايا و سـرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالـسـخـاء فكل عيب يغطيـه كما قيل الـسـخـاء
و لا تـر للأعادي قـط ذلاً فـإن شماتـة الأعـدا بـلاء
و لا ترج السماحة مـن بخيل فما فـي النار للضمآن مـاء
و رزقك ليس ينقصـه التأني و ليس يزيد في الرزق العناء
و لا حزن يـدوم و لا سرور و لا بؤس عليك و لا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلب قـنـوع فأنت و مـالـك الدنيا سـواء
و مـن نزلت بساحته المنايا فـلا أرض تقيه و لا سـمـاء
و أرض الله واسعة و لكـن إذا نـزل القضا ضاق الفضـاء
دع الأيام تـغـدر كل حين فما يغني عـن الموت الـدواء
--------------------------
الإمام الشافعي ( ديوان الأمام الشافعي / جمع و ترتيب و تحقيق: د. صابر القادري / الناشر: المكتبة العصرية - صيدا بيروت / طبعة 2007 )
=============================
هو الإمام/ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف و كنيته ( أبو عبدالله ) ، ولد في غزة سنة 150 للهجرة ( ولد و عاش في العصر العباسي ) و توفى في مصر سنة 204 للهجرة عن عمر يناهز 54 عاماً ، و الإمام الشافعي هو أحد أئمة الفقه الأربعة و صاحب المذهب المقرون باسمه .
تلقي الإمام الشافعي الفقه و الحديث من شيوخ تباعد أماكنهم و اختلفت مناهجهم و منهم من ( مكة: سفيان بن عيينة و مسلم الزنجي ) ، ( المدينة: مالك ) ،( اليمن: مطرف بن مازن و عمر بن أبي سلمة و يحي بن حسان ) ،( العراق: وكيع بن الجراح و محمد بن الحسن ) ، لقد جمع الشافعي بين فقه أهل الرأي و فقه أهل الحديث بمقادير متعادلة و وضع موازين القياس و أول ما حاول ضبط السنة واضعا لها موازين و مقاييس و وضع الطرق لفهم الكتاب و السنة و بيان الناسخ و المنسوخ و أخذ بمبدأ الإجماع و بين أصله من الكتاب .
و قد قال فيه الإمام احمد بن حنبل : الشافعي فيلسوف في اللغة و اختلاف الناس و المعاني و الفقه ، و قال أيضاً ( يروى عن النبي < صلى الله عليه و سلم > أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة رجلاً يقيم لها أمر دينها ) فكان عمر لن عبدالعزيز على رأس المائة الأولى و أرجوا أن يكون الشافعي على رأس المائة الثانية .
شعر الإمام الشافعي : أهم الموضوعات التي تناولها في شعره حكمية في الدهر و ذم الزمان و في الخلان و في الحياة و تقلباتها و في النساء و الأدب و الأخلاق و السفر و المال و الموت و الآخرة و في العلم و العقل و العمل و الزهد ، و كلها مصطبغة بالصبغة الإسلامية .
و من أبرز ما أعجبني من شعره :
نعيب زماننا و العيب فـيـنـا و ما لزماننا عـيـب سوانـا
و نهجوا ذا الزمان بغيـر ذنب و لو نطق الزمان لنا هجانـا
و ليس الذئب يأكـل لحم ذئب و يأكل بعضنا بعضاً عيانـا
و إن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد عسى نكبات الدهر عنك تـزول
و لا خـيـر في ود امـرئ متلـون إذا الريح مالت ، مال حيث تميل
و ما أكـثـر الإخـوان حين تعدهـم و لكنهم فـي النائبات قـلـيـل
لا تحملن لمـن يـمـن من الأنـام عليك مـنـه
و اختـر لنفسك حظهـا و اصبر فإن الصبر جنه
منن الرجال على القلوب أشـد من وقـع الأسنـه
تموت الأسد في الغابات جوعاً و لحم الضأن تأكله الكلاب
و عبد قـد ينام على حـريـر و ذو نسب مفارشه التراب
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيـد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا
إذا سبني نذل تزايدت رفـعـة و ما العيب إلا أن أكـون مسابـبـه
و لو لم تكن نفسي علي عزيزة لمكنتها من كـل نـذل تـحـاربـه
و لو أنني أسعى لنفعي وجدتني كثير التـوانـي للذي أنا طـالـبـه
و لكنني أسعى لأنفـع صاحبي و عار على الشبعان إن جاع صاحبه
قالوا سكـت و قد خوصمت قلت لهم
إن الجواب لـبـاب الشـر مفتاح
و الصمت عن جاهل أو أحمق شرف
و فيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى و هي صامتة ؟
و الكلب يخسى لعمري و هو نباح
إني صحبت الناس مالهـم عـدد و كنت أحسب أني قد ملأت يـدي
لما بلوت أخـلائـي وجدتـهـم كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
إن غبت عنهم فشر الناس يشتمني و إن مرضت فخيـر الناس لم يعد
و إن رأوني بخير ساءهم فرحـي و إن رأوني بشر سرهم نـكـدي
الـمـرء إن كان عاقلاً ورعـا أشغله عـن عيوب غيره ورعـه
كمـا العليل السقيم أشـغـلـه عن وجـع الناس كلهم وجـعـه
العبد حـر إن قـنـع و الحــر عبد إن طمع
فاقـنـع و لا تقنع فلا شيء يشين سوى الطمع
أرى حمرا ترعى و تعلف ما تهوى
و أسد جياعاً تظمأ الدهر لا تروى
و أشـراف قـوم لا ينالون قوتهـم
و قوماً لئاماً تاكل المن و السلوى
قضاء لـديـان الـخـلائـق سابق
و ليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون و صرفـه
تصبر للبلوى و لم يظهر الشكوى
دع الأيام تفعل مـا تـشـاء و طب نفساً إذا حـكـم القضاء
و لا تـجـزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنـيـا بـقـاء
و كن رجلاً على الأهوال جلداً و شيمتـك السماحة و الوفـاء
و إن كثرت عيوبك في البرايا و سـرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالـسـخـاء فكل عيب يغطيـه كما قيل الـسـخـاء
و لا تـر للأعادي قـط ذلاً فـإن شماتـة الأعـدا بـلاء
و لا ترج السماحة مـن بخيل فما فـي النار للضمآن مـاء
و رزقك ليس ينقصـه التأني و ليس يزيد في الرزق العناء
و لا حزن يـدوم و لا سرور و لا بؤس عليك و لا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلب قـنـوع فأنت و مـالـك الدنيا سـواء
و مـن نزلت بساحته المنايا فـلا أرض تقيه و لا سـمـاء
و أرض الله واسعة و لكـن إذا نـزل القضا ضاق الفضـاء
دع الأيام تـغـدر كل حين فما يغني عـن الموت الـدواء
--------------------------
الإمام الشافعي ( ديوان الأمام الشافعي / جمع و ترتيب و تحقيق: د. صابر القادري / الناشر: المكتبة العصرية - صيدا بيروت / طبعة 2007 )
=============================
مواضيع مماثلة
» جدد حياتك للشيخ الإمام الغزالى
» موسوعة صحيح الإمام مسلم
» أقوال و شعر الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
» مكتبة الإمام ابن كثير - الإصدار الأول
» مكتبة الإمام الذهبي - الإصدار الأول
» موسوعة صحيح الإمام مسلم
» أقوال و شعر الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
» مكتبة الإمام ابن كثير - الإصدار الأول
» مكتبة الإمام الذهبي - الإصدار الأول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى