منتدى القاضى - الأسرة والمجتمع العربى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من خصائص كلام العرب

اذهب الى الأسفل

نقاش من خصائص كلام العرب

مُساهمة من طرف واحد من الناس الإثنين سبتمبر 17, 2012 6:06 pm




من خصائص كلام العرب

للعرب كلام بألفاظ تختص به مَعانٍ لا يجوز نقلها إلى غيـرها، يكون في الخيـر والشرّ ، والـحُـسْن والقبح وغيـره , وفي الليل والنهار , وغيـر ذلك .
من ذلك قولـهم : (( مَكانَكَ )) قال أهل العلم : هي كلمة وُضِعتْ على الوعيد ، قال الله جل ثناؤه : {مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} (1) كأنّـه قيل لـهم: انتظِروا مكانَكم حتى يُفْصَل بينكم .
ومن ذلك قول النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( مَا يـحْـملُـكم عَلَى أَن تَـتَـايـعُـوا فِي الْكَذِبُ كَمَا يَـتَـتَـايَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ )) (2) .
قال أبو عبيدة (3) : (( هو التهافت ، ولم نسمعه إلا في الشرّ )) .
ومن ذلك (( أولى له )) وقد فسّرناه (4) .
ومن ذلك : (( ظَلَّ فلان يفعل كذا )) إذا فعله نـهارًا ، و(( بات يفعل كذا )) إذا فعله ليلاً.
ومن ذلك ما أخبرنـي به أبو الحسن عليّ بن إبراهيم قال: سمعت أبا العباس الـمبـرّد يقول: (( التَّأويب )) سيـرُ النهار لا تعريج فيه ، و (( الإسآد )) سيـرُ الليل لا تعريس فيه (5) .
ومن الباب (( جُعِلوا أحاديث )) (6) أي : مُـثِّـلَ بـهم ، ولا يقال في الخيـر ، ومنه: {لَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} (7) .
ومن الخصائص في الأفعال قولهم: (( ظننتُني ، وحسِبتُني ، وخِلْـتُـني )) لا يقال (ذلك) إلا فيما فيه أدنـى شك ، ولا يقال : (( ضَرَبـتُـني )) .
ولا يكون (( الـتَّـأْبِـين )) إلا مدحَ الرجل ميتًا ، ويقال : (( غضبتُ به )) إذا كان ميتًا (Cool ، و(( الـمُسَاعَاة )) الزِّنا بالإماء خاصة .
و(( الراكب )) راكب البعيـر خاصة ، و (( ألَـحَّ الجمل )) (9) و (( خَلَأت الناقة )) (10) و (( حرَنَ الفرس )) و (( نَفَشَت الغنم )) ليلا (11) ، و (( هَمَلتْ )) نـهارًا.
قال الخليل : (( الـيَـعْـمَـلَـةُ )) من الإبل اسم اشتق من (( العَمَل )) (12) ولا يقال إلا للإناث .
قال : و (( النعتُ )) وصف الشيء بما فيه من حُسْن إلاّ أن يتكلّف متكلف فيقول : (( هذا نعتُ سوءٍ )) فأما العرب العاربة فإنـها تقول : للشيء المستكمل (( نعت )) يريدون به التـتـمة.
قال أبو حاتم : (( ليلةٌ ذات أزِيز )) أي قُرّ شديد ، ولا يقال يومٌ ذو أزِيز .
قال ابنُ دُرَيْد : (( أشَّ القوم وتأششوا )) إذا قام بعضهم إلى بعض للشر لا للخيـر .
ومن ذلك : (( جَزَزْتُ الشاةُ )) (13) و (( حلقت العَنـزَ )) لا يكون الحَلق في الضَّأن ولا الجّزّ في المِعزَى (14) .
و (( خَـفِـضَـتِ الجارية )) ولا يقال في الغلام (15) .
و (( حقب البعيـر )) إذا لم يَستقم بولُه لقصد ، ولا يَحْقب إلا الجمل (16) .
قال أبو زيد : (( أبْلَمَتِ الـبَـكْرة )) إذا وَرِمَ حياؤُها ، لا يكون إلا للبَكرة (17) .
و (( عدنت الإبل في الـحَـمْضُ )) (18) لا تَـعْـدُن إلا فيه .
ويقال : (( غَطَّ البعيـرُ )) هَدَرَ ولا يقال في الناقة .
ويقال : (( ما أطيبَ قداوةَ هذا الطعام )) أي : ريحَهُ (19) ، ولا يقال ذلك إلا في الطبـيخِ والشِّواء .
و (( لَـقَـعَـهُ بِـبَـعَـرَة )) ولا يقال بغيـرها (20) .
و (( فعلت ذاك قبل عَيْرٍ وما جَرَى )) (21) لا يتُكلَّم به إلا في الواجب ، لا يقال : سأفعله قبلَ عـيـر وما جرى .
ومن الباب ما لا يقال إلا في النفي كقولـهم : (( ما بـها أرِمٌ )) أي ما بـها أحد .
وهذا كثير فيه أبواب قد صنّفها العلماء .
ــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس (28) وانظر (( البحر المحيط )) (5/151-152) .
(2) أخرجه أحمد في مسنده برقم (27570) ط : الرسالة ، عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها ، ومدار إسناده على شهر بن حوشب ، وهو ضعيف ، واختلف عليه فيه .
انظر الكلام عليه في هذه الطبعة (45/550-552) وقوله : (( تتايعوا )) التتايع كما قال ابن الأثيـر في النهاية : الوقوع في الشر من غيـر فكرة ولا روية ، والمتابعة عليه ، ولا يكون في الخيـر .
(3) في غريب الحديث (1/13) وانظر الفائق (1/140) واللسان (9/387) ومقايس اللغة (1/360) .
(4) فسر بقولهم : داناه الهلاك فليحذر .
انظر الصاحبيّ : ص (285-286) .
(5) فقه اللغة وسر العربية (382) .
(6) قال تعالى في سورة سبأ (19) : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ) .
(7) سورة البقرة (193) .
(Cool فإذا كان حيًا قلت : غضبت عليه وله ، كما في اللسان (2/140-غضب ) .
(9) في اللسان (1/62) (( ألَـحَّ الجمل : حرن )) والحرون : التوقف من شدة التعب .
(10) وفيه : (خلأت : حرنت ، وفي الحديث أن ناقة النبيّ صلى الله عليه وسلم خلأت به يوم الحديـبـية ، فقالوا : خلأت القصواء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما خلأت ، وما هو لها بخلُق ، ولكن حبسها حابس الفيل )) وهو حديث متفق عليه .
(78) سورة الأنبياء
(11) ومن ذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء (78) : { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } .
(12) اللسان (13/504- عمل ) .
(13) في جمهرة اللغة (1/18- جزز ) .
(14) اللسان (7/185) .
(15) اللسان (9/5- خفض ) : (( خفض الجارية يخفضها خفضاً ، وهو كالختان للغلام ... )) .
(16) في اللسان (8/314- حقب ) ولا يقال ذلك في الناقة .
(17) اللسان (14/320 - بلم ).
(18) أي أقامت في الحمض ، كما في اللسان (17/151-عدن ) والحمض : كل نبات لا يهيج إلا في الربيع ، ويبقى على القيظ ، وفيه ملوحة إذا أكلته الإبل شربت عليه ، وإذا لم تجده رقت وضعفت ، كما في اللسان (8/408- حمض) .
(19) اللسان (2/31 - قدو ) .
(20) قال ابن دريد في الجمهرة (3/131) : (( واللقع : حذفك الإنسان بحصاة أو بعرة )) .
(21) هو مثل يضرب للسرعة .
انظر (( مجمع الأمثال )) للميدانـيّ (2/96) .
واحد من الناس
واحد من الناس
كبار الزوار

بيانات العضو
تاريخ التسجيل : 11/01/2011
الجنسية : مصرى
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2901

https://alkady.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى