اضطراب النوم بسبب تغيير وردية العمل
منتدى القاضى - الأسرة والمجتمع العربى :: قسم منتديات الطب والصحة العامة :: منتدى الوصفات الطبية والنفسية - الصحة والجمال
صفحة 1 من اصل 1
اضطراب النوم بسبب تغيير وردية العمل
اضطراب النوم بسبب تغيير وردية العمل
Shift Work Sleep Disorder
إن هذا الاضطراب يؤثر على خمسة ملايين عامل في الولايات المتحدة ، وتتنامي مشاعر القلق حيال الأخطار التي يتعرض لها العامل جراء شعوره بالنعاس أثناء العمل. (فقط طرأت ثلاثة حوادث نووية كبيرة في وقت مبكر من الصباح , وكان السبب فيها جميعاً خطأً بشرياً). وقد ثبت أنه بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والسابعة صباحاً يميل الجميع للنوم بشكل متزايد , ومن ثم تتراجع قدرتهم على الأداء. وتتضاعف هذه المخاطر إذا كان الفرد محروماً من النوم. وهذه حقيقة لا مناص من الاعتراف بها مهما كانت الإدارة قوية ، ومهما كان الراتب مجزياً.
إن الإيقاع الطبيعي لدى البشر هو النوم ليلاً والعمل أثناء النهار , إلا أن الحضارة الحديثة ابتكرت بيئة عمل على مدار أربعاً وعشرين ساعة , وكثير من الناس يعملون أثناء الليل بشكل معاكس للطبيعة , وقد أدت رغبة المجتمع الحديث في إطالة يوم العمل ومضاعفة الأرباح إلى قدر كبير من العمل في دوام الليل – بعض ذلك العمل ضروري , وبعضه الآخر غير ضروري .
أعراض اضطراب نوم وردية العمل:
العمل الليلي لا يؤثر على الجميع بنسبة واحدة . فهو أسهل وقعاً على الأشخاص الذين يعتادون على السهر ليلاً . وهو أكثر صعوبة على الأشخاص الذين يتعبهم السهر . ولذلك على الفرد أن يفكر جيداً قبل أن يوافق على العمل ليلاً .
إن أهم المشكلات التي تواجه الذين يعملون بنظام الورديات ، هي :
(1) صعوبة الحفاظ على التركيز والنشاط خلال الليل.
(2) صعوبة النوم خلال النهار .
فالشخص الذي يعمل في الورديات الليلة يقوم بالعمل في الوقت الذي يفترض فيه أن ينام ، وينام في الوقت الذي ينبغي فيه الاستيقاظ، مما ينتج عنه عدم التناسق بين وقت النوم والاستيقاظ وحاجات الجسم العضوية.
وقد تشتمل أعراض اضطرابات النوم فيه على تشتت النوم ، والوهن الشديد, ويتعرض من يعانون من هذا الاضطراب لحوادث السيارات ، والعديد من الأخطاء والمخاطر في العمل , وتذكر الهيئة الوطنية لسلامة النقل بالولايات المتحدة الأمريكية أن النعاس والتعب كانا سببين لكثير من حوادث المرور التي يحققون فيها, فأغلب هذه الحوادث تقع بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والسادسة صباحاً.
ويعاني عمال الورديات الليلية أيضاً من الأعراض المعدية المعوية مثل قرحة المعدة. وتفسير ذلك أن العامل إذا أكل أثناء وردية الليل ، فهو بذلك يملأ معدته في وقت لا تكون مستعدة للهضم , ويتركها خاوية أثناء النهار عندما تفرز مزيداً من الأحماض . وهذا يفسر النسبة العالية للإصابة بقرحة المعدة بين الأشخاص الذين يعملون أثناء الدوام الليلي .
بل إن كثيراً من المشكلات الصحية يمكن إرجاعها إلى جمود عمليات الإيقاع اليومي لدورة النوم واليقظة . ذلك أن ساعات العمل عندما تتغير فجأة وتظل في الوضع الجديد لفترة طويلة ممتدة من الزمن , عندئذ نجد إيقاعات الجسم الأيضية والهرمونية تتطلب وقتا للتوافق , وذلك على الرغم من أن دورة النوم واليقظة يجب أن تتغير في الحال . والفرد الذي يجد نفسه في هذا الموقف عليه عندئذ أن ينام في وقت برمجته " ساعته الداخلية " لكي يكون مستيقظا فيه : فدرجة حرارة جسمه , ومستوي الأدرينالين هرمون الشدائد في دمه , ووظيفة الكلية عنده كل أولئك يكونون على مستويات مرتفعة , بينما يكون إفراز الميلاتونين (هرمون الغدة الصنوبرية) عند أدني مستوي , وفي الطور الأول من مثل هذا التغير نجد الناس تنام نوما سيئا , فهم يستيقظون مرارا وتكراراً وهم لا يشعرون بالانتعاش عند الاستيقاظ . كما تقع مشكلات مشابهة في ساعات اليقظة , بسبب أن الإيقاع اليومي لدورة النوم واليقظة تكون مبرمجة للراحة . ونتيجة ذلك في أحيان كثيرة هي التعب , وعدم القدرة على التركيز , وهبوط مستويات الأداء.
وموظفي الورديات يعانون من الكثير من الضغوط العائلية والاجتماعية التي يجب عليهم التكيف معها. حيث يجب عليهم العمل عندما يكون أغلب الناس نائمين والنوم عندما يكون الآخرون في أعمالهم ، أو يقضون أوقاتاً ممتعة مع أقاربهم وأصدقائهم. ويشتكي هؤلاء الموظفون عادة من عدم القدرة على قضاء أوقاتاً كافية مع أبنائهم أو أصدقائهم أو حتى من ترتيب بعض الأنشطة الترفيهية.
ويعتقد الكثيرون أنه من السهل التكيف مع العمل في دوام الليل بشكل دائم , لكن الواقع يشهد بأن الأمور لا تسير وفق ذلك الاتجاه .
فالعمال يعملون عادة لمدة خمسة ليال ثم يرتاحون يومين. وخلال هذين اليومين يريد العمال قضاءهما مع أسرهم . فيعودون إلى التوقيت الآخر . وبما أنهم لا يمضون فترة الأسبوعين اللازمين لتعديل إيقاع أجسامهم , فإنهم يمضون حياتهم العملية كلها في حالة " زملة عدم انتظام الوظائف الحيوية أثناء السفر"(سيأتي الحديث عنها بعد قليل) ؛ مما يؤدي إلى تقلب مزاجهم وتدني مستويات أدائهم واعتلال صحتهم .
علاج اضطراب النوم بسبب تغيير وردية العمل :
نادراً ما تتحسن أعراض هذا الاضطراب من خلال التوافق مع الجدول الزمني للعمل , فبالنسبة لعمال نوبات العمل الليلية نجد أن تعرضهم للضوء في الصباح عند عودتهم للمنزل قد يجعل المنبه البيولوجي ينضبط مع هذا الوقت .
ولقد أفادت البحوث أن مادة الميلاتونين تفيد بعض المرضي , غير أنها لم تثبت ما إذا كانت هذه المادة تغير الإيقاع اليومي للنوم أو تعمل كمسكن لتحسين النوم أم لا .
والأفضل أن يكون التغيير والتعديل في نوبات العمل بمعدل بطيء . أي بمعدل ثلاثة أسابيع , أثناء ورديات النهار والمساء يبقي وقت نوم العمال طبيعياً لستة أسابيع متتالية . والأمثل أيضاً أن يتناوب العمال الورديات مع اتجاه عقارب الساعة من الصباح إلى المساء إلى الليل . ذلك أن كثيراً من عمال المصانع في عمر الشباب , وبالتالي فإن ساعاتهم البيولوجية أبطأ، ولكن عندما يتقدم عمال الوردية في العمر تتسارع ساعتهم ، ولا يبقي هذا التوقيت ملائماً لهم ؛ والنتيجة قد تكون الإصابة بأرق العمل بالوردية . ويكون الأوان قد آن للانتقال إلى العمل نهاراً .
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن التبديل مع عقارب الساعة إذا ما ترافق مع فترات تبديل أطول قد يعطي تحسناً كبيراً في أداء العمال وحالتهم النفسية .
إجراءات عملية لتحسين بيئة العمل والمنزل :
هناك بعض الإجراءات التي يمكن للعامل القيام بها الذي يعمل بنظام الورديات أن يقوم بها ، وبعض هذه الإجراءات تتخذ في بيئة (مكان) العمل ، وبعضها الآخر يتم في المنزل :
أولاً : الإجراءات التي ينبغي اتبعها في بيئة العمل ، ما يلي :
(1) اختيار العمال الكبار لفترات العمل الشاذة التي تحتاج إلى تكيف وملاءمة ، العمال الأصغر عادة يتكيفون أفضل في فترات العمل الليلية.
(2) يحدث التحول في حوالي منتصف الأربعين، حين يبدأ الناس بالعمل أفضل أثناء النهار، هناك توزيع طبيعي في الأفضلية في ساعات العمل، معظم الناس يلائمهم العمل في منتصف النهار بينما 20 % يعمل أفضل في الليل و 20 % أخرى هم أفضل في الصباح.
(3) على العامل أن يستعد لورديته القادمة في يوم راحته الأسبوعية. فإذا كان بصدد الانتقال إلى وردية متأخرة, عليه أن يحاول السهر لفترة أطول في الليل حتى فترة متأخرة صباحاً. فهذا قد يساعد في التكيف بسهولة أكبر.
(4) تدوير فترات العمل والأفضل بشكل معاكس لعقارب الساعة ، وذلك بتحريك فترات عمل العمال من فترات الليل إلى فترات النهار وليس بالعكس.
(5) يمكن تبديل الأيام الخمس العادية ذات الثمانية ساعات عمل ، بأربعة أيام عمل لمدة عشر ساعات عمل أو حتى بثلاث أيام عمل بـإثنتي عشرة ساعة عمل ، هذا يعطي العمال فرصة أكبر للحصول على ساعات نوم كافية.
(6) ينبغي على هؤلاء العمال أن يبتعدوا عن الطعام الصعب الهضم ، مثل اللحم الأحمر خلال استراحة الطعام.
(7) لإعادة تنشيط العمال يفضل حثهم على ممارسة الرياضة في مكانهم ، والأفضل هو أن نوفر لهم جهاز المشي ، والذي يستطيعون استعماله للهرولة في مكانهم خلال خمس إلى عشر دقائق استراحة .
( تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين "كالقهوة أو الشاي" تزيد نشاط العامل ، بشرط أن لا يتم تناولها قبل وقت النوم بثلاث إلى أربع ساعات ، لأنها قد تزيد من مشكلة الأرق لديه.
(9) يجب أن تكون الإضاءة في مكان العمل جيدة وقوية قدر الإمكان.
(10) يفضل أن تكون حرارة المكان مناسبة ، إذ أن الجو الدافئ يؤدي إلى الخمول.
(11) منح العاملين فترات للراحة خلال ساعات العمل يساعدهم على زيادة التركيز والنشاط.
(12) تغيير وقت الوردية كل ثلاثة أسابيع أفضل من تغييرها كل أسبوع.
(13) عندما تكون هناك ضرورة في بعض الشركات والمصانع لعمال الطوارئ ، ينبغي أن نوفر لهم وسائل مواصلات إلى بيوتهم أو نشجعهم على استخدام المواصلات العامة لأن احتمال وقوع حوادث سير مضاعفاً بشكل كبير إذا قاد المتعبون سياراتهم إلى بيوتهم بأنفسهم.
هناك شيء آخر يمكن عمله لتخفيف فقدان النشاط والخمول لدى العمال ، هو في تأمين غرفة للغفوات القصيرة , ويجب أن تكون هذه الغرفة في موقع مناسب ومضاءة بشكل خافت ومجهزة بكراسي يمكن الاضطجاع عليها أو تنحني إلى الوراء ، وباستطاعة العمال المرهقين اختلاس ما بين 15 - 20 دقيقة كإغفاءة خلال فترات الاستراحة. فالغفوات القصيرة أفضل من الغفوات الطويلة لأن العمال بعدها يستيقظون بأقل نسبة من البلادة والكسل .
وعلى الرغم من أن غرف الغفوات هذه تبدو مستغربة ، إلا أننا نشاهدها بالفعل على الطرق السريعة (اوتوستراد) ، حينما نجد سائقي الشاحنات يأخذون قسطاً من الراحة ، أو عندما تتوقف القطارات، ويأخذ طاقم العمل غفوة بينما يستمر أحدهم مستيقظاً ، أما عمال الصيانة فيمكن أن يأخذوا غفوة في عرباتهم أثناء الاستراحات.
ثانياً : الإجراءات التي ينبغي اتبعها في بيئة المنزل ، ما يلي :
(1) عندما يصل العامل إلى البيت بعد العمل عليه أن يعطي نفسه بعض الوقت ليسترد أنفاسه. وعليه ألا يتوقع أن ينام بعد وصوله إلى البيت مباشرة .
(2) على العامل أن يبرمج وقت نومه. وإذا كان ينام عادة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر عليه ألا يغادر فراشه الساعة الثانية عشرة قبل الظهر مثلاً لاستقبال بعض الضيوف. وإذا كان أصدقاؤه وجيرانه لا يعرفون الوقت الذي يجب أن ينام فيه فعليه أن يخبرهم.
(3) على هذا الشخص أن يجعل غرفة نومه معتمة وعازلة للصوت كلما أمكن ذلك. وعليه أن يحاول أن يحد من مستوي الضجيج في المنزل. و يفضل استخدم عازلاً للصوت – كأن يدير مروحة أو مكيفاً -عندما ينام ليغطي صوته على بقية الأصوات ، وهذا الصوت تتعود عليه الأذن وهو في نفس الوقت يغطي على الأصوات الأخرى التي قد تؤثر على النوم.
(4) إذا لم يستطع هذا الشخص النوم , عليه أن يلزم فراشه ويسترح أو يقرأ أو يشاهد التلفزيون. فالراحة تساعد جسمه على استعادة قواه.
(5) على الشخص الذي يعمل بنظام الورديات أن يخصص وقتاً لأسرته ولأصدقائه. بدون أن يحدث تغييراً كبيراً في نظام نومه واستيقاظه ، ولا ينسي ممارسة الرياضة والاسترخاء والمتعة في هذا الوقت.
Shift Work Sleep Disorder
إن هذا الاضطراب يؤثر على خمسة ملايين عامل في الولايات المتحدة ، وتتنامي مشاعر القلق حيال الأخطار التي يتعرض لها العامل جراء شعوره بالنعاس أثناء العمل. (فقط طرأت ثلاثة حوادث نووية كبيرة في وقت مبكر من الصباح , وكان السبب فيها جميعاً خطأً بشرياً). وقد ثبت أنه بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والسابعة صباحاً يميل الجميع للنوم بشكل متزايد , ومن ثم تتراجع قدرتهم على الأداء. وتتضاعف هذه المخاطر إذا كان الفرد محروماً من النوم. وهذه حقيقة لا مناص من الاعتراف بها مهما كانت الإدارة قوية ، ومهما كان الراتب مجزياً.
إن الإيقاع الطبيعي لدى البشر هو النوم ليلاً والعمل أثناء النهار , إلا أن الحضارة الحديثة ابتكرت بيئة عمل على مدار أربعاً وعشرين ساعة , وكثير من الناس يعملون أثناء الليل بشكل معاكس للطبيعة , وقد أدت رغبة المجتمع الحديث في إطالة يوم العمل ومضاعفة الأرباح إلى قدر كبير من العمل في دوام الليل – بعض ذلك العمل ضروري , وبعضه الآخر غير ضروري .
أعراض اضطراب نوم وردية العمل:
العمل الليلي لا يؤثر على الجميع بنسبة واحدة . فهو أسهل وقعاً على الأشخاص الذين يعتادون على السهر ليلاً . وهو أكثر صعوبة على الأشخاص الذين يتعبهم السهر . ولذلك على الفرد أن يفكر جيداً قبل أن يوافق على العمل ليلاً .
إن أهم المشكلات التي تواجه الذين يعملون بنظام الورديات ، هي :
(1) صعوبة الحفاظ على التركيز والنشاط خلال الليل.
(2) صعوبة النوم خلال النهار .
فالشخص الذي يعمل في الورديات الليلة يقوم بالعمل في الوقت الذي يفترض فيه أن ينام ، وينام في الوقت الذي ينبغي فيه الاستيقاظ، مما ينتج عنه عدم التناسق بين وقت النوم والاستيقاظ وحاجات الجسم العضوية.
وقد تشتمل أعراض اضطرابات النوم فيه على تشتت النوم ، والوهن الشديد, ويتعرض من يعانون من هذا الاضطراب لحوادث السيارات ، والعديد من الأخطاء والمخاطر في العمل , وتذكر الهيئة الوطنية لسلامة النقل بالولايات المتحدة الأمريكية أن النعاس والتعب كانا سببين لكثير من حوادث المرور التي يحققون فيها, فأغلب هذه الحوادث تقع بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والسادسة صباحاً.
ويعاني عمال الورديات الليلية أيضاً من الأعراض المعدية المعوية مثل قرحة المعدة. وتفسير ذلك أن العامل إذا أكل أثناء وردية الليل ، فهو بذلك يملأ معدته في وقت لا تكون مستعدة للهضم , ويتركها خاوية أثناء النهار عندما تفرز مزيداً من الأحماض . وهذا يفسر النسبة العالية للإصابة بقرحة المعدة بين الأشخاص الذين يعملون أثناء الدوام الليلي .
بل إن كثيراً من المشكلات الصحية يمكن إرجاعها إلى جمود عمليات الإيقاع اليومي لدورة النوم واليقظة . ذلك أن ساعات العمل عندما تتغير فجأة وتظل في الوضع الجديد لفترة طويلة ممتدة من الزمن , عندئذ نجد إيقاعات الجسم الأيضية والهرمونية تتطلب وقتا للتوافق , وذلك على الرغم من أن دورة النوم واليقظة يجب أن تتغير في الحال . والفرد الذي يجد نفسه في هذا الموقف عليه عندئذ أن ينام في وقت برمجته " ساعته الداخلية " لكي يكون مستيقظا فيه : فدرجة حرارة جسمه , ومستوي الأدرينالين هرمون الشدائد في دمه , ووظيفة الكلية عنده كل أولئك يكونون على مستويات مرتفعة , بينما يكون إفراز الميلاتونين (هرمون الغدة الصنوبرية) عند أدني مستوي , وفي الطور الأول من مثل هذا التغير نجد الناس تنام نوما سيئا , فهم يستيقظون مرارا وتكراراً وهم لا يشعرون بالانتعاش عند الاستيقاظ . كما تقع مشكلات مشابهة في ساعات اليقظة , بسبب أن الإيقاع اليومي لدورة النوم واليقظة تكون مبرمجة للراحة . ونتيجة ذلك في أحيان كثيرة هي التعب , وعدم القدرة على التركيز , وهبوط مستويات الأداء.
وموظفي الورديات يعانون من الكثير من الضغوط العائلية والاجتماعية التي يجب عليهم التكيف معها. حيث يجب عليهم العمل عندما يكون أغلب الناس نائمين والنوم عندما يكون الآخرون في أعمالهم ، أو يقضون أوقاتاً ممتعة مع أقاربهم وأصدقائهم. ويشتكي هؤلاء الموظفون عادة من عدم القدرة على قضاء أوقاتاً كافية مع أبنائهم أو أصدقائهم أو حتى من ترتيب بعض الأنشطة الترفيهية.
ويعتقد الكثيرون أنه من السهل التكيف مع العمل في دوام الليل بشكل دائم , لكن الواقع يشهد بأن الأمور لا تسير وفق ذلك الاتجاه .
فالعمال يعملون عادة لمدة خمسة ليال ثم يرتاحون يومين. وخلال هذين اليومين يريد العمال قضاءهما مع أسرهم . فيعودون إلى التوقيت الآخر . وبما أنهم لا يمضون فترة الأسبوعين اللازمين لتعديل إيقاع أجسامهم , فإنهم يمضون حياتهم العملية كلها في حالة " زملة عدم انتظام الوظائف الحيوية أثناء السفر"(سيأتي الحديث عنها بعد قليل) ؛ مما يؤدي إلى تقلب مزاجهم وتدني مستويات أدائهم واعتلال صحتهم .
علاج اضطراب النوم بسبب تغيير وردية العمل :
نادراً ما تتحسن أعراض هذا الاضطراب من خلال التوافق مع الجدول الزمني للعمل , فبالنسبة لعمال نوبات العمل الليلية نجد أن تعرضهم للضوء في الصباح عند عودتهم للمنزل قد يجعل المنبه البيولوجي ينضبط مع هذا الوقت .
ولقد أفادت البحوث أن مادة الميلاتونين تفيد بعض المرضي , غير أنها لم تثبت ما إذا كانت هذه المادة تغير الإيقاع اليومي للنوم أو تعمل كمسكن لتحسين النوم أم لا .
والأفضل أن يكون التغيير والتعديل في نوبات العمل بمعدل بطيء . أي بمعدل ثلاثة أسابيع , أثناء ورديات النهار والمساء يبقي وقت نوم العمال طبيعياً لستة أسابيع متتالية . والأمثل أيضاً أن يتناوب العمال الورديات مع اتجاه عقارب الساعة من الصباح إلى المساء إلى الليل . ذلك أن كثيراً من عمال المصانع في عمر الشباب , وبالتالي فإن ساعاتهم البيولوجية أبطأ، ولكن عندما يتقدم عمال الوردية في العمر تتسارع ساعتهم ، ولا يبقي هذا التوقيت ملائماً لهم ؛ والنتيجة قد تكون الإصابة بأرق العمل بالوردية . ويكون الأوان قد آن للانتقال إلى العمل نهاراً .
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن التبديل مع عقارب الساعة إذا ما ترافق مع فترات تبديل أطول قد يعطي تحسناً كبيراً في أداء العمال وحالتهم النفسية .
إجراءات عملية لتحسين بيئة العمل والمنزل :
هناك بعض الإجراءات التي يمكن للعامل القيام بها الذي يعمل بنظام الورديات أن يقوم بها ، وبعض هذه الإجراءات تتخذ في بيئة (مكان) العمل ، وبعضها الآخر يتم في المنزل :
أولاً : الإجراءات التي ينبغي اتبعها في بيئة العمل ، ما يلي :
(1) اختيار العمال الكبار لفترات العمل الشاذة التي تحتاج إلى تكيف وملاءمة ، العمال الأصغر عادة يتكيفون أفضل في فترات العمل الليلية.
(2) يحدث التحول في حوالي منتصف الأربعين، حين يبدأ الناس بالعمل أفضل أثناء النهار، هناك توزيع طبيعي في الأفضلية في ساعات العمل، معظم الناس يلائمهم العمل في منتصف النهار بينما 20 % يعمل أفضل في الليل و 20 % أخرى هم أفضل في الصباح.
(3) على العامل أن يستعد لورديته القادمة في يوم راحته الأسبوعية. فإذا كان بصدد الانتقال إلى وردية متأخرة, عليه أن يحاول السهر لفترة أطول في الليل حتى فترة متأخرة صباحاً. فهذا قد يساعد في التكيف بسهولة أكبر.
(4) تدوير فترات العمل والأفضل بشكل معاكس لعقارب الساعة ، وذلك بتحريك فترات عمل العمال من فترات الليل إلى فترات النهار وليس بالعكس.
(5) يمكن تبديل الأيام الخمس العادية ذات الثمانية ساعات عمل ، بأربعة أيام عمل لمدة عشر ساعات عمل أو حتى بثلاث أيام عمل بـإثنتي عشرة ساعة عمل ، هذا يعطي العمال فرصة أكبر للحصول على ساعات نوم كافية.
(6) ينبغي على هؤلاء العمال أن يبتعدوا عن الطعام الصعب الهضم ، مثل اللحم الأحمر خلال استراحة الطعام.
(7) لإعادة تنشيط العمال يفضل حثهم على ممارسة الرياضة في مكانهم ، والأفضل هو أن نوفر لهم جهاز المشي ، والذي يستطيعون استعماله للهرولة في مكانهم خلال خمس إلى عشر دقائق استراحة .
( تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين "كالقهوة أو الشاي" تزيد نشاط العامل ، بشرط أن لا يتم تناولها قبل وقت النوم بثلاث إلى أربع ساعات ، لأنها قد تزيد من مشكلة الأرق لديه.
(9) يجب أن تكون الإضاءة في مكان العمل جيدة وقوية قدر الإمكان.
(10) يفضل أن تكون حرارة المكان مناسبة ، إذ أن الجو الدافئ يؤدي إلى الخمول.
(11) منح العاملين فترات للراحة خلال ساعات العمل يساعدهم على زيادة التركيز والنشاط.
(12) تغيير وقت الوردية كل ثلاثة أسابيع أفضل من تغييرها كل أسبوع.
(13) عندما تكون هناك ضرورة في بعض الشركات والمصانع لعمال الطوارئ ، ينبغي أن نوفر لهم وسائل مواصلات إلى بيوتهم أو نشجعهم على استخدام المواصلات العامة لأن احتمال وقوع حوادث سير مضاعفاً بشكل كبير إذا قاد المتعبون سياراتهم إلى بيوتهم بأنفسهم.
هناك شيء آخر يمكن عمله لتخفيف فقدان النشاط والخمول لدى العمال ، هو في تأمين غرفة للغفوات القصيرة , ويجب أن تكون هذه الغرفة في موقع مناسب ومضاءة بشكل خافت ومجهزة بكراسي يمكن الاضطجاع عليها أو تنحني إلى الوراء ، وباستطاعة العمال المرهقين اختلاس ما بين 15 - 20 دقيقة كإغفاءة خلال فترات الاستراحة. فالغفوات القصيرة أفضل من الغفوات الطويلة لأن العمال بعدها يستيقظون بأقل نسبة من البلادة والكسل .
وعلى الرغم من أن غرف الغفوات هذه تبدو مستغربة ، إلا أننا نشاهدها بالفعل على الطرق السريعة (اوتوستراد) ، حينما نجد سائقي الشاحنات يأخذون قسطاً من الراحة ، أو عندما تتوقف القطارات، ويأخذ طاقم العمل غفوة بينما يستمر أحدهم مستيقظاً ، أما عمال الصيانة فيمكن أن يأخذوا غفوة في عرباتهم أثناء الاستراحات.
ثانياً : الإجراءات التي ينبغي اتبعها في بيئة المنزل ، ما يلي :
(1) عندما يصل العامل إلى البيت بعد العمل عليه أن يعطي نفسه بعض الوقت ليسترد أنفاسه. وعليه ألا يتوقع أن ينام بعد وصوله إلى البيت مباشرة .
(2) على العامل أن يبرمج وقت نومه. وإذا كان ينام عادة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر عليه ألا يغادر فراشه الساعة الثانية عشرة قبل الظهر مثلاً لاستقبال بعض الضيوف. وإذا كان أصدقاؤه وجيرانه لا يعرفون الوقت الذي يجب أن ينام فيه فعليه أن يخبرهم.
(3) على هذا الشخص أن يجعل غرفة نومه معتمة وعازلة للصوت كلما أمكن ذلك. وعليه أن يحاول أن يحد من مستوي الضجيج في المنزل. و يفضل استخدم عازلاً للصوت – كأن يدير مروحة أو مكيفاً -عندما ينام ليغطي صوته على بقية الأصوات ، وهذا الصوت تتعود عليه الأذن وهو في نفس الوقت يغطي على الأصوات الأخرى التي قد تؤثر على النوم.
(4) إذا لم يستطع هذا الشخص النوم , عليه أن يلزم فراشه ويسترح أو يقرأ أو يشاهد التلفزيون. فالراحة تساعد جسمه على استعادة قواه.
(5) على الشخص الذي يعمل بنظام الورديات أن يخصص وقتاً لأسرته ولأصدقائه. بدون أن يحدث تغييراً كبيراً في نظام نومه واستيقاظه ، ولا ينسي ممارسة الرياضة والاسترخاء والمتعة في هذا الوقت.
مواضيع مماثلة
» اضطراب النوم الوجداني الموسمي
» اضطراب النوم بعد السفر جواً
» ورديات العمل واضطراب النوم
» اضطراب المشي أثناء النوم أسباب وعلاج المشي الليلي
» أسباب الإفراط فى النوم والرغبة المفرطة فى النوم
» اضطراب النوم بعد السفر جواً
» ورديات العمل واضطراب النوم
» اضطراب المشي أثناء النوم أسباب وعلاج المشي الليلي
» أسباب الإفراط فى النوم والرغبة المفرطة فى النوم
منتدى القاضى - الأسرة والمجتمع العربى :: قسم منتديات الطب والصحة العامة :: منتدى الوصفات الطبية والنفسية - الصحة والجمال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى