أسباب التحدث أثناء النوم Sleep Talking

أسباب التحدث أثناء النوم Sleep Talking


إن التحدث أثناء النوم ظاهرة عادية ، تشتمل على كلمات وأصوات يتلفظ بها الشخص أثناء النوم دون وعي ، ويتنوع ما ينطق به النائم من كلام كما هو الحال خلال اليقظة , ومع أن أغلبية الكلام أثناء النوم يتضمن مجموعة من الكلمات علي الأقل , فإن البعض الآخر لا يعدو أن يكون كلمة واحدة مثل "حسنا" و "لا" . كما يمكن أن يشكل الكلام فقرة كاملة تزيد أحياناً عن مائة كلمة ، ويتراوح الكلام من مجرد همهمة غير واضحة إلي كلام واضح تماما .
وغالباً ما يتضمن الكلام فترات من الصمت كما لو كان النائم يجري حوارا مع طرف آخر . والشخص أثناء هذه الحالة لا يستطيع أن يجيب عن سؤال , أو يرد علي استفسار أو توضيح بشأن ما يقوله من كلام , وهو لا يسمع أو يتذكر أي محاولة للحوار معه في كلامه وهو نائم ، ومحتوي ومعني ما يقوله الشخص وهو نائم يؤكد أنه يحلم أو يستعيد ذكرياته.
ويصبح هذا التحدث مشكلة عندما يحدث بشكل متكرر ، إذ أنه قد يزعج نوم الآخرين ويؤرقهم ، ومن الممكن تسجيل حوار يجري بين شخصين نائمين ولا يمكن لهما تذكر ذلك عندما يستيقظان فيما بعد .
ومن الشائع أن يصطبغ كلام النائم بصبغة انفعالية من التوتر والقلق , وهناك من المتكلمين أثناء النوم من يضحكون ويغنون , أو يكشفون عن حالة من الغضب الشديد من خلال صياحهم , وأحيانا ما تصدر عنهم أصوات اندهاش وتعجب وقد يصاحب هذا انفعال أو حركة أو استنجاد أو تهديد , وقد تصاحبها حالات أخرى كالجلوس بالفراش أو العبث بغطاء النوم , أو المشي , وأحياناً التبول أثناء النوم . ونادراً ما يكشف محتوي كلام النائم عن أسراره ، وهذا يناقض ما هو شائع بين الناس .
أحيانا يسمح الشخص الذي يتحدث في نومه ما يقوله شخص من عالم اليقظة, ويدخل حديثه في حلمه ويجيب , ولا يتذكر الأشخاص عادة أنهم تكلموا أثناء نومهم , حتى في حال إيقاظهم بعد ذلك مباشرة .
يبدو أن التحدث أثناء النوم هو أمر شائع بحيث إنه من الصعب التعرف علي أي شخص ليس له تاريخ من التحدث أثناء النوم ولو لمرة واحدة في حياته , بل يبدو أن هذه الظاهرة – أي التحدث أثناء النوم – أمر أكثر شيوعاً مما هو معروف . وربما كان السبب في ذلك أن الآخرين ممن يفترض فيهم التعرف علي هذا السلوك يكونون هم أنفسهم نائمين , وأن المتكلم أثناء النوم نفسه لا يتذكر ذلك الحديث .
وتشير بعض الدراسات إلي أن التحدث أثناء النوم في ذاته ليس بالضرورة أن يكون مصحوباً بزملات مرضية معينة , ويمكن لهذا العرض أن يحدث بين أنماط عديدة من الشخصية , وهو يحدث بين ذوي الشخصية الفصامية والعصابيين , والذين يعانون من صور مختلفة من اضطرابات الشخصية